مشهده تدهش العقول، قال صاحب:(الدرر المنظمة): ولا أعلم أننى رأيت مشهدا لعالم سابقا أو ولىّ لله كمشهده، ولا جمعا كجمعه. صلى عليه بالأزهر وحمل نعشه من المقصورة، والخلائق تصيح بالتأسف على وفاته، وطيب ذكره، وعاد والخلائق على حالها فى الازدحام إلى فسقية بنيت له بجانب زاويته فى حال تمرضه، وفتح له باب منها ودفن فى تلك الفسقية، وقد كان كمل عملها فى وقت خروج روحه ﵁ ونفعنا ببركاته آمين. انتهى.
ترجمة العارف بالله سيدى على بن شهاب، جدّ سيدى عبد الوهاب الشعرانى
وذكر فى طبقاته ﵁ ترجمة جده الأدنى فقال: هو الشيخ الإمام العارف بالله تعالى سيدى على بن شهاب، جدى الأدنى، كان ﵁ من المدققين فى الورع، ويقول: الأصل فى الطريق إلى الله تعالى طيب المطعم، وكان إذا طحن فى طاحون يقلب الحجر، ويخرج ما تحته من دقيق الناس، يعجنه للكلاب، ثم يطحن ويخلى للناس بعده الدقيق من قمحه، ولم يأكل فراخ الحمام الذى فى أبراج الريف إلى أن مات.
وكان والدى رحمه اله يأتيه بفتاوى العلماء بحله، فيقول: يا ولدى كل من الخلق يفتى بقدر ما علمه الله ﷿، ثم يقول: إنها تأكل الحب أيام البذار، ويطيرونها بالمقلاع، ويجعلون لها أشياء تجفلها فى الجروين، ولو كان الفلاحون يسمحون بما يأكله الحمام، ما فعلوا شيئا من ذلك، ثم بالغ فتورع عن أكل عسل النحل، وقال: رأيت أهل الفواكه ببلادنا يطيرونها عن زهر الخوخ والمشمش ونحوهما، ولا يسمحون بأكل أزهارهم … إلى آخر ما ذكره عنه من الورع البالغ النهاية، فانظره.