للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[(حلوان)]

بضم الحاء المهملة وسكون اللام اسم لعدة بلاد.

(إحداها) بليدة بقوهستان نيسابور وهى آخر حدود خراسان مما يلى أصبهان.

(والثانية) حلوان العراق وهى فى آخر حدود السواد مما يلى الجبال من بغداد، سميت بحلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، كان بعض الملوك أقطعه إياها فسميت به.

قال أبو زيد أما حلوان فإنها مدينة عامرة ليس بأرض العراق بعد الكوفة والبصرة وواسط وبغداد وسرّ من رأى أكبر منها، وأكثر ثمارها التين وهى بقرب الجبل وليس للعراق بقرب الجبل مدينة غيرها وهى وبئة رديئة الماء وكبريتية ينبت الدفلى (١) على مياهها وبها رمان ليس فى الدنيا مثله وتين فى غاية الجودة ويسمونه لجودته شاه انجير-أى ملك التين-وحواليها عدة عيون كبريتية ينتفع بها من عدة أدواء، وقد فتحها جرير بن عبد الله البجلى سنة ١٩ أو سنة ١٦ وينسب إلى حلوان هذه خلق كثير من العلماء، منهم أبو محمد الحسن بن علىّ الخلال الحلوانى، روى عنه البخارى ومسلم فى صحيحيهما توفى سنة ٢٤٢.

(والثالثة حلوان مصر) وهى قرية فوق مصر من شرقى النيل بينها وبين الفسطاط نحو فرسخين ا. هـ. ملخصا من معجم ياقوت، وهى قرية نزهة قاله فى كتاب تقويم البلدان.

وفى الخطط يقال إنها تنسب إلى حلوان بن عمرو بن امرئ القيس ملك مصر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وحلوان هذا كان بالشأم على مقدمة جيش أبرهة ذى المنار أحد التبابعة فعلى هذا القول يكون لهذه القرية ألف وثلثمائة وثمان وخمسون سنة تقريبا مسماة ومعمورة.

وفى تاريخ الفرنساوية أنها على شط النيل بينها وبين الفسطاط نحو ثمانية فراسخ، وأنها كانت تسمى فى العصر القديمة البان وكانت إحدى المدائن المشهورة بمصر ثم أخنى عليها الدهر حتى اضمحلت إلى أن قيض الله لها عبد العزيز بن مروان


(١) الدّفلى: شجر مرّ أخضر حسن المنظر يكون فى الأدوية (اللسان-دفل).