أصلا ويقول فى الأرض المصرية إنها شرقت، وفى الأرض الشامية إنها أمحلت من المطر، وكانت علامته فى مراسيمه الداعى جوهر الحنفى، وقد وجد باسمه بعد موته نحو خمسين ما بين رزق وأقطاع ومستأجرات، وهو مع ذلك يواظب على الصلاة والتلاوة ويتصدق على فقراء الحرمين بجمل من المال انتهى.
وأما زاوية العميان: فهى بخارج المدرسة الجوهرية فى الجانب الثانى من الحارة، بينهما ممر من الحجر يمشى عليه المتوضئون من ميضأتها، وهى كما فى تاريخ الجبرتى من إنشاء المرحوم عثمان كتخدا القازدغلى تابع حسن جاويش القازدغلى والد عبد الرحمن كتخدا صاحب العمائر الكثيرة، وذلك أنه كان قد تقلد الكتخدائية واشتهر ذكره، ولما وقع الفصل فى سنة ثمان وأربعين ومائة وألف ومات الكثير من أعيان مصر وأمرائها غنم أموالا كثيرة من المصالحات والتركات، وعمر عدة عمائر منها هذه الزاوية بالأزهر ورحبة رواق الأتراك والرواق أيضا ورواق السليمانية، ورتب لذلك مرتبات من وقفه، وجعل مملوكه الجوخدار ناظرا عليها وألبسه الضلمة انتهى.
وهذه الزاوية تحتوى على أربعة أعمدة من الرخام ولها قبلة وميضأة وثلاثة عشر مرحاضا، وفوقها ثلاث أود للعميان ولا يسكنها غيرهم ولهم شيخ منهم وجراية تصرف عليهم.
[اروقته وحاراته]
يشتمل الأزهر على عدة أروقة وحارات لطوائف الخلق المجاورين به، كل طائفة تختص بجهة يقيمون بها بأمتعتهم وتصرف عليهم فيها الجرايات والمرتبات، ولكل طائفة دفتر تحت يد نقيبهم وشيخ يحكم فيهم ويدافع عنهم ويخاطب فى شأنهم من طرف شيخ العموم أو من طرف مشايخ المذاهب كشيخ السادة المالكية مثلا، فإن لكل مذهب شيخا غالبا، ولكل طائفة أوقاف من عقارات وخلافها يصرف عليهم من ريعها بشروط يقررها الواقف واصطلاحات معروفة بينهم، وذلك غير الأوقاف العمومية لكافة أهل الأزهر.
[رواق الصعايدة]
هذا الرواق أشهر أروقة الأزهر وأكثرها أهلا وأوقافا وأوسعها دفترا؛ فإن دفتره يجمع /أكثر من ألف نفس من العلماء والمجاورين، (١) ابتداء من مدينة منية ابن خصيب فى بحرى إلى فوق مدينة أسوان بالصعيد الأعلى (١)، ومع كثرة أهله فلا يسكنه إلا القليل من فقرائهم،
(١ - ١)) الجملة فى الأصل: (من ابتداء فى بحرى مدينة منية ابن خصيب الى فوق مدينة أسوان بالصعيد الأعلى).