الشبابيك من الأرض، وهو الآن عامر إلا أنه اتضع حال ما يجاوره من السوق والدور انتهى باختصار من المقريزى.
وقد تخرب وبقى مدة، ثم فى عصرنا هذا عمر منه السيد محمد المعروف بالشيخ رمضان البولاقى المجذوب جانبا عظيما وأقام شعائره، كما عمر هناك عدة مساجد وأقام شعائرها، وهو رجل كان فى أول أمره مشتغلا بالعلم فى الأزهر ويعبد الله على مذهب الإمام الشافعى، ثم صار مؤدب أطفال ومع ذلك يفقههم فى دينهم، ثم حصل له عزلة عن الناس فلازم بيته مدة سنوات لا يخرج إلا للجمعة مع القيام بوظائف اليوم من الغسل وخلافه، ثم بعد ذلك لازم مسجد السلطان أبى العلاء مدة إلى أن غلب عليه الحال وصار له خوارق عادات وكرامات وشطح يخرج ظاهره عن الشرع، والناس يعتقدونه ويمتثلون أمره ويبذلون عليه أموالهم بسماح نفس، إلى أن توفى ﵀ فى اليوم الثامن من ذى الحجة سنة اثنتين وثلاثمائة.
[جامع الخلوتى]
هذا الجامع داخل قنطرة آق سنقر بالقرب من جامع حسين باشا أبى أصبع. مكتوب على وجه بابه أبيات وتاريخ سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف، وهو مقام الشعائر تام المنافع وبداخله ضريح سيدى محمد الخلوتى المنسوب إليه هذا الجامع، يعمل له مولد كل سنة.
[ترجمة الشيخ الخلوتى]
وسيدى محمد هذا كما فى حاشية الشيخ/الصاوى على خريدة التوحيد نقلا عن المناوى فى الكواكب الدرية فى مناقب الصوفية: هو ابن أحمد بن محمد كريم الدين الخلوتى، ولد سنة ست وتسعين وثمانمائة، ونشأ فى كنف الله حتى شبّ وترعرع فصار يميل إلى الخير، ويحضر مجالس الذكر وينشد فيها كلام القوم، ورزق حسن الصوت وطيب النغمة، أخذ عن الشيخ دمرداش فأحبه وقربه وشغله بالطريق وأخلاه مرارا، وظهرت نجابيه وجد واجتهد واشتهر، وتلقى عنه علم الأوفاق والحرف والزايرجه والرمل فأتقن ذلك، ولما دنت وفاة الشيخ أجاز جماعته واستخلف الشيخ حسنا ولم يتعرض له مع نجابته فلزم الأدب وسكت، فلما احتضر الشيخ قال لولده الشيخ محمد: قصرنا فى شأن الشيخ كريم الدين مع استحقاقه، وأشهدكم أنى أجزته فاكتبوا له وأعطوه جبتى، فكتب له ولد الشيخ من الإجازة صدرا فمات الشيخ، فأكملها بعده لكنه أعطى الجبة لغيره فأخذها ولبسها فقتل، فدفعت للموصى له بها فكان ذلك علامة تقدمه، فاجتمع عليه خلق كثيرون، وانتهت إليه الرياسة فى طريق