ولما استقل السلطان صلاح الدين بملك الديار المصرية قربه وأكرمه وكان يعتقده، ويقال:
أنه ابتنى المدرسة الصلاحية المجاورة لضريح الشافعى بإشارته عليه ثم فوّض تدريسها إليه، وذلك فى سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وفى هذه السنة بنى البيمارستان فى القصر بالقاهرة.
وكان سليم الباطن قليل المعرفة بأحوال الدنيا. كانت ولادته سنة عشر وخمسمائة بأستوى خبوشان، وتوفى سنة سبع وثمانين وخمسمائة بالمدرسة المذكورة.
وفى كتاب المزارات للسخاوى: أن الشيخ نجم الدين الخبوشانى رد على أهل البدع واستتابهم وأظهر معتقد الأشعرية بالديار المصرية، وكان له دعوة مجابة وكان السلطان صلاح الدين يأتى لزيارته ويسأله الدعاء، وكان عادة المدرس فى بلاد العجم أن يلبس طرطورا على رأسه فظن أنه فى بلاده فلبس الطرطور؛ فلما دخل على الخليفة تبسم كل من هناك فنظر إليهم ثم صلى ركعتين وجلس فخشعوا جميعا اه.
والخبوشانى: بضم الخاء المعجمة والباء الموحدة فشين معجمة فألف فنون نسبة إلى خبوشان بليدة بناحية نيسابور، وأستوى: بضم الهمزة وسكون السين المهملة وفتح المثناة الفوقية أو ضمها ناحية كثيرة القرى من أعمال نيسابور انتهى.
[ترجمة ابن عم الشافعى ﵁]
وقال النابلسى فى رحلته: وفى دهليز قبة الشافعى - رحمه الله تعالى - فى جانب يسار الداخل مكان دفن فيه ابن عم الشافعى ﵁ محمد بن عبد الله بن محمد بن العباس ابن عثمان بن شافع. قال العبادى فى طبقاته: كان من فقهاء أصحاب الشافعى وله مناظرات مع المزنى وتزوج بابنة الشافعى فأولدها أحمد ابن بنت الشافعى.
[ترجمة شيخ الاسلام]
وفى جانب يمين الداخل مكان دفن فيه الشيخ أبو الحسن تاج العارفين البكرى شيخ الإسلام الفقيه المفسر المحدث الصوفى كان عظيم الشأن واضح البرهان أخذ العلوم عن جمع من الأعيان منهم شيخ الإسلام زكريا وبرهان الدين بن أبى شريف ودرس بالجامع الأزهر فى التفسير والتصوف. وله تصانيف كثيرة منها: تفاسير ثلاثة أصغر وأوسط وأكبر، وشروح على المنهاج ثلاثة كذلك، وشروح على الإرشاد ثلاثة كذلك، وعدة متون فى الفقه، وعدة رسائل فى التصوف وغير ذلك. توفى سنة نيف وعشرين وتسعمائة ذكره المناوى فى الطبقات.
قال النابلسى: ودفن فى ذلك المكان القاضى (زكريا الأنصارى الشافعى ﵀ ولد سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة، ثم تحول إلى القاهرة سنة إحدى وأربعين فانقطع