ضلعيها فرع الطينة المسمى الفرع البيلوزى، والضلع الآخر الفرع الكانوبى، ومحيطها ثلاثة آلاف غلوة.
وكانت تلك الجزيرة تعرف بأسفل الأرض، وكذلك ما يقابلها من الجهتين- فكلمة أسفل الأرض عبارة عن الوجه البحرى من ابتداء جزيرة الدلتا إلى المالح، ومن الصحراء إلى الصحراء-قاله استرابون وفصل شارحوه المحيط المذكور، فقالوا:
من الطينة إلى كانوب ألف وثلثمائة غلوة، ومن الطينة إلى قرية دلتا سبعمائة وخمسون غلوة، ومن الدلتا إلى الإسكندرية ثمانمائة وأربعون غلوة، ومن كانوب إلى جزيرة فاروس مائة وخمسون غلوة-والغلوة هنا هى الاستادة. (ا. هـ).
[(دلجة)]
هذه القرية كانت تسمى فى كتب القبط بلفظة تجلى، وفى دفاتر التعداد اسمها دلجة، وهى بلدة كبيرة من قسم ملوى من مديرية أسيوط داخل حوض الدلجاوى قبلى اليوسفى قريبة من حاجر الجبل الغربى، بها جوامع ونخيل، ولها سوق جمعى.
ونقل أبو صلاح عن الشابسطى أنه كان فيها دير وكنيسة باسم مارى أنوفر، وكان للدير مائة فدان متفرقة فى عدة أخطاط يصرف محصولها فى مصالحه./ويقال إنها كانت عامرة، حتى أنه كان فيها أربع وعشرون كنيسة بعضها يضاهى كنيسة مارى سرجة التى كانت فى فسطاط مصر، وأن النصارى من أهلها كانوا اثنى عشر ألف نفر، وكانوا يقربون فى كل عام فى عيد مارى مخاييل اثنى عشر ألف شاة، ثم قل عددهم حتى صاروا سنة ٥٦٩ من الهجرة الموافق ٨٩٠ ميلادية أربعمائة نفس. وقال المقريزى: إنه كان فى خارجها بإزائها على نحو ساعتين دير كبير على جنب المنهى، وهو لأهل دلجة، وقد تخرب حتى لم يبق به سوى راهب أو راهبين، ودير مرقورا- ويقال له أبو مرقورا-كان تحت دلجة فى خارجها من شرقيها وليس به أحد.
وقال أيضا-فى باب الكنائس-: إن بناحية دلجة كنائس كثيرة لم يبق منها إلا ثلاث كنائس: كنيسة السيدة، وهى كبيرة، وكنيسة شنوده، وكنيسة مرقورا،