مكاتبة إلى الباشا المخلوع، مضمونها الأمر بالنزول من القلعة ساعة وصول الجواب إليه من غير تأخير وحضوره إلى الإسكندرية، وجواب آخر لمحمد على باشا بإبقائه بالقائمقامية، حيث ارتضاه الكافة والعلماء وهو يوصيه فيه على الرعية والرفق بهم، وأن يعين من قبله باشا بعسكر يرسل إلى البلاد الحجازية، مع ما يلزم له من الجبخانات وغيرها.
وطلع السلحدار المحضر من طرف قبطان باشا، وتكلم مع أحمد باشا المخلوع فقال: أنا لست بعاص ولا مخالف، وإنما بعض الجند لهم علائق باقية نحو خمسمائة كيس ولم يبق عندى شئ سوى ما على جسدى من الثياب، وقد أخذ العسكر موجداتى جميعا، ووقعت المكالمة فى شأن ذلك بوسائط بينه وبين محمد على باشا، وأخيرا دفع لهم محمد على باشا ما بقى لهم من العلائق، ونزل أحمد باشا من القلعة فى عاشر جمادى الأولى، وفى خامس عشره سافر من بولاق واستلم القلعة حسن أغا سر ششمه من طرف محمد على باشا، وتم الأمر على ذلك، انتهى.
[(سنورس)]
قرية كبيرة من قسم مدينة الفيوم بحرى المدينة بنحو ثلاث ساعات، أبنيتها من اللبن والآجر وبيوت أكابرها على دورين، وفيها نخيل بكثرة وحدائق ذات عنب وتين وليمون وكمثرى وبرقوق ورمان وتفاح، وفيها سويقة دائمة يباع فيها نحو المأكولات وأنواع العقاقير، غير السوق الذى ينصب كل يوم جمعة يباع فيه المواشى وخلافها، وتكسّب أهلها من الزرع المعتاد والفواكه، ومنهم التجار وأرباب الحرف، وتعمل فيها الحصر السمار الجيدة ويتجر بها فى مصر وخلافها، ومثلها ناحية الروضة وكفر عميرة وناحية فرقص، جميعها من بلاد الفيوم، ويزرع السمار بأرضها وزرعه كزرع الأرز غير أنه أقل كلفة منه من حيث خدمة الأرض، فيكتفون بجعل أرضه حيضانا ويملئونها بالماء ثم يبزر حبه، ولا يحتاج إلى جودة الأرض بل إلى إدامة السقى، فإذا أدرك جذ وجعل حزما وترك حتى يجف فى الشمس والهواء، وهو غير السمار المغراوى، فإن ذلك