يبتدئ هذا الشارع من رأس شارع مرجوش، وينتهى إلى سبيل بين القصرين، وبه جهة اليمين شارع سوق السمك وسيأتى بيانه فى محله. وفى جهة اليسار شارع السنانين، وطوله أربعة وثمانون مترا، ويتصل بشارع وكالة التفاح، ويوجد به سبيل جديد. وشارع السنّانين هذا هو الذى سماه المقريزى بسوق المحايريين، فقال: هذا السوق فيما بين الجامع الأقمر وبين جملون ابن صيرم يسلك فيه من سوق حارة برجوان ومن سوق الشماعين إلى الركن المخلق وفيه عدة حوانيت لعمل المحاير التى يسافر بها إلى الحجاز (اه).
ثم بجوار شارع السنّانين الجامع الأقمر. قال المقريزى: أمر بانشائه الخليفة الآمر فى سنة تسع عشرة وخمسمائة. وكان موضعه قديما سوق القماحين وقبالته درب الخضيرى. (اه).
وهذا الجامع موجود إلى الآن، ويعرف بهذا الاسم، وأما درب الخضيرى فكان موجودا إلى سنة أربعين ومائتين وألف، ثم هدمه مع الدور التى به سليمان أغا السلحدار، وأدخله فى بيته الكبير. وكان موضع هذا الدرب دار العلم القديمة التى كانت فى صدر الدولة الفاطمية.
قال المقريزى: ودار العلم هذه اتخذها الحاكم بأمر الله، وكانت تلقب بدار الحكمة حملت إليها الكتب من خزائن القصور، وجلس فيها القراء والمنجمون وأصحاب النحو واللغة والأطباء بعد أن فرشت وزخرفت وعلقت على أبوابها الستور وأقيم لخدمتها فراشون وخدام، واستمرت إلى أن أبطلها الأفضل ابن أمير الجيوش ثم عملت دار العلم الجديدة.
قال المقريزى: وكان بجوار القصر الكبير الشرقى دار فى ظهر خزانة الورق من باب تربة الزعفران لما أغلق الأفضل بن أمير الجيوش دار العلم التى كان الحاكم بأمر الله أمر بفتحها اقتضى الحال بعد قتله إعادة دار العلم، فامتنع الوزير المأمون من إعادتها فى موضعها فأشار الثقة زمام القصور بهذا الموضع فعمل دار العلم فى شهر ربيع الأول سنة سبع عشر وخمسمائة، ولم تزل عامرة حتى زالت الدولة الفاطمية (اه).