للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مطلب عدد المدرسين فى المذاهب الأربعة وطلبة العلم بالجامع الأزهر وما يصرف لهم ولباقى الجوامع والزوايا والأضرحة]

ومن ابتداء جلوس العزيز «محمد على» على تخت الديار المصرية أخذت الحكومة فى التشديد على حفظ ما بقى من تلك المبانى، ومن فيض مراحمها أنشأت عدة مساجد فى القاهرة وغيرها، وعمرت القديم وأعدته للعبادة، وحذا حذوه خلفاؤه فى هذا الأمر الجليل، وترتب ديوان الأوقاف لحفظ تلك المبانى وأوقافها والصرف عليها، ووجهت جل عنايتها إلى أمر التربية فساعدت طلبة الأزهر والمدرسين، فانتظم سير التعليم فيه.

وكثرت طلبة العلم فى المذاهب الأربعة فى مدته ومدة خلفائه، حتى بلغ عددهم فى سنة تسعين ومائتين وألف هجرية تسعة آلاف وأربعمائة واحدا وأربعين طالبا، منهم شافعية أربعة آلاف وخمسمائة وسبعون، ومالكية ثلاثة آلاف وسبعمائة وعشرة، وحنفية ألف ومائة وأحد وثلاثون، وحنابلة ثلاثون طالبا.

وأما عدد المدرسين فى المذاهب الأربعة، فبلغ ثلثمائة وأربعة عشر، والجارى صرفه الآن من ديوان الأوقاف على الجامع الأزهر ومن به، من العلماء والطلبة، ألفان وخمسمائة وتسعة عشر جنيها واثنان وستون قرشا ونصف نقدية وخبز، وذلك خلاف الجارى صرفه للمدرسين من الروزنامجة.

والجارى صرفه من الأوقاف لباقى الجوامع والزوايا والأضرحة - فى مرتبات وزيوت وشموع وحصر وإحياء ليال - ثلاثون ألف وأربعمائة وتسعة وأربعون جنيها وثمانية وثلاثون قرشا، والجارى صرفه على المكاتب التابعة للديوان المذكور أربعة عشر ألفا وستمائة وستة وعشرون جنيها وأحد وأربعون قرشا. بمعنى أن مجموع الجارى صرفه فى السنة الواحدة على إقامة الشعائر الدينية وعمارات محلاتها سبعة وأربعون ألفا وخمسمائة وخمسة وتسعون جنيها واثنان وأربعون قرشا.

***

[مطلب إنشاء المدارس الملكية وما يصرف عليها ومقدارها]

ثم إن الحكومة وجهت أنظارها إلى إنشاء مدارس لتربية الشبان، ونشر العلوم والفنون والصنائع، ففى زمن المرحوم محمد على أنشئت مدرسة الطب فى سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف، وجلب لها مائة تلميذ من طلبة الأزهر، ورتب لهم معلمين، جلبهم لها من بلاد