أنه بعد أن ظهرت الأرض التى بنيت فوقها القاهرة وقرية أم دنين امتد الخليج إلى نحو هذه الجهات حسبما اقتضاه الحال، ثم لما أخذت العرب بلاد مصر اشتغل عمرو بن العاص بتعديل الخليج وجعله صالحا للملاحة ولا يبعد أنه جعل فمه قريبا من الفسطاط من بحريها.
[[الكلام على قنطرة عبد العزيز بن مروان]]
ولم يتكلم صاحب الخطط على ذلك وإنما ذكر أن عبد العزيز بن مروان فى إمرته على مصر بنى عليه قنطره خلف السقايات السبع، وكتب اسمه عليها وذلك سنة تسع وستين من الهجرة، ولم يبين موضع هذه القنطرة. وقال فى موضع من الخطط: إنه فى سنة ثلاثمائة وثمان عشرة من الهجرة زاد فيها تكين أمير مصر، ورفع سمكها، ثم فى سنة ثلثمائة وإحدى وثلاثين زاد عليها الإخشيد، وعمرت فى أيام العزيز بالله أحد الخلفاء الفاطميين.
وقال أيضا: قال ابن عبد الظاهر: وهذه القنطرة ليس لها أثر فى هذا الزمان، ولما انحسر النيل عن ساحل مصر، أهملت هذه القنطرة وعملت قنطرة السد عند فم النيل، فإن النيل كان قد ربى الجرف حيث غيط الجرف الذى على يمنة من سلك من المراغة إلى باب مصر بجوار الكبارة. وقنطرة السد المستجدة بناها الصالح نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل محمد بن العادل أبى بكر بن أيوب فى أعوام بضع وأربعين وستمائة، وقد علم أن موضع هذه القنطرة مما كان مغمورا بالنيل قديما، وهى الآن يتوصل من فوقها إلى منشأة المهرانى وغيرها من بر الخليج الغربى، وكان النيل عند إنشائها يصل إلى الكوم الأحمر الذى هو جانب الخليج الغربى الآن تجاه خط بين الزقاقين، فإن النيل كان قد ربى جرفا قدّام الساحل القديم، فأهملت القنطرة الأولى لبعد النيل، وقربت هذه القنطرة إلى حيث كان ينتهى النيل، فصار يتوصل منها إلى بستان الخشاب الذى موضعه اليوم يعرف بالمريس وما حوله. قال: