وأما الأرض التى تعرف بالخور الواقعة بين ترعة فم الخور وبين الخليج الناصرى الذى محله الآن الشارع المقابل لسراى الإسماعيلية المارّ من جسر أبى العلاء إلى مصر العتيقة فمحلها بعض الأراضى الكائنة على يمين السالك بهذا الشارع من جسر أبى العلاء إلى مصر العتيقة وكانت تمتد إلى ساحل النيل فى ذاك الوقت، وتنتهى إلى قنطرة السد التى يسلك من عليها إلى قصر العينى.
وأما ترعة فم الخور المعروفة بخليج فم الخور فكانت تمتد باعوجاج من قنطرة الدكة إلى النيل، وكان النيل فى نحو سنة ثمانمائة من الهجرة عند جامع السلطان أبى العلاء، فكانت فى ذاك الوقت ممتدة إلى قريب من قنطرة ترعة الإسماعيلية الموجودة الآن بطريق بولاق قرب قصر النيل وقد بسطنا الكلام على ذلك فى شارع بين السورين فانظره هناك.
وذكر المقريزى أيضا أنه من ضمن بستان ابن ثعلب حكر يعرف بحكر قردمية على يمنة من سلك باب اللوق إلى قنطرة قدادار، وصار أخيرا بيد ورثة الأمير قوصون، وكان حكرا عامرا إلى ما بعد سنة تسع وأربعين وسبعمائة، فخرب عند وقوع الوباء الكبير بمصر، وحفرت أراضيه، وأخذ طينها، فصارت بركة ماء عليها كيمان خلف الدور التى على الشارع المسلوك فيه إلى قنطرة قدادار. (انتهى). (قلت): وهذه البركة هى بعض البركة التى كانت ببركة الدم بقرب بركة قرموط، وقد تقدّم قريبا الكلام عليها.
[ترجمة ابن ثعلب]
وابن ثعلب هذا هو الأمير الكبير الشريف فخر الدين إسماعيل بن ثعلب الجعفرى الزينبى أحد أمراء مصر فى أيام الملك العادل سيف الدين أبى بكر بن أيوب وغيره، صاحب المدرسة الشريفية بجوار درب كركامة على رأس حارة الجودرية من القاهرة. مات فى سابع عشر رجب سنة ثلاث عشرة وستمائة. (انتهى).
[مطلب أراضى اللوق]
وأما أراضى اللوق فقال المقريزى إنها كانت بساتين ومزروعات، ولم يكن بها فى القديم بناء البتة، ثم لما انحسر ماء النيل عن منشأة الفاضل عمر فيها، ثم قال ويطلق اللوق فى زماننا على المكان المعروف بباب اللوق المجاور لجامع الطباخ المطل على بركة الشقاف وما يسامته إلى