الأثمان، ولاشتهارهم بذلك صار غيرهم من تجار الأغنام اذا أراد الترغيب فى غنم يدّعى أنها سنباويّة.
[ترجمة الشيخ محمد الأمير المالكى]
وأكثر أهل هذه البلدة مسلمون وفيهم يسار ولهم فى تلك البلاد اعتبار، وكفاها شرفا أنه ولد بها من العلماء الأعيان الإمام الشهير عالم عصره على الإطلاق ووحيد دهره بلا شقاق، خاتمة المحققين سيدى محمد بن محمد الأمير المالكى، صاحب التآليف العديدة والدروس المفيدة فى كل فن من المعقول والمنقول والآداب، انتهت إليه الرياسة فى العلوم بالديار المصرية، وبعد أن ختم القرآن بتلك البلدة وهو ابن تسع سنين التحق بالأزهر واجتهد فى تحصيل العلوم، ولم يبق فنا إلا أتقنه حتى فقه الشافعى والحنفى والقراءات والهيئة والهندسة والفلكيات والأوفاق والحكمة وغير ذلك، وله تآليف جمة فى فنون كثيرة من أجلها كتاب «المجموع» فى فقه الإمام مالك، صنفه وهو ابن إحدى وعشرين سنة وشرحه وحشاه، فجمع فيه المذهب مع صغر حجمه، لأنه لا يزيد عن أربعين كراسة وحاشيته لا تزيد عن عشرين، وقد جمع أكثر مما جمع الخرشى ومحشيه، مع أنهما يبلغان نحو أربعمائة كراسة فكلامه ﵁ كجوامع الكلم، ومنها «حاشية على عبد السلام» شارح «جوهرة التوحيد» وهى معجزة للفحول ومنها «حاشية على الأزهرية فى علم العربية» التى قيل فيها:
كلام الأمير أمير الكلام … لنا منه أزهرت الأزهرية
فتلك عروس جلاها لنا … ولكنها من بنات الروية
ومنها «حاشية جليلة على شرح عبد الباقى» فى الفقه و «حاشية على مغنى اللبيب» فى النحو «حاشية على ملوى السمرقندية» فى البيان، وغير ذلك مما لو استقصى قصى.