للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الجبرتى: وأخبرنى ولده الفاضل الشيخ مصطفى أن المترجم ولد بمصر سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف، وأصابه الجدرى فطمس بصره فأخذه عم أبيه الشيخ صالح الذهبى ودعا له فقال: «اللهم كما أعميت بصره نوّر بصيرته». فاستجاب الله دعاءه، فكان قوى الإدراك يمشى وحده من غير قائد، ويركب من غير خادم، ويأتى إلى الأزهر ولا يخطئ فى الطريق وينتحى مما عساه يصيبه أقوى من/صاحب البصر، ولم يزل على حاله إلى أن توفى فى شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف من السنة المذكورة، وصلى عليه بجامع طولون، ودفن بجوار المشهد المعروف بالسيدة سكينة وعنه.

[(برمون)]

اسم مدينة من الوجه البحرى كانت محل إقامة حاكم ونقل (كترمير) من كتب القبط أن القيصر (ديوكليتيان) جعل الأمير (أريان) حاكم الاقاليم القبلية حاكما على جميع الديار المصرية، وصرفه فيها التصرف المطلق، من ابتداء الاسكندرية إلى بيلاق والبرمون. واستنبط (كترمير) المذكور من هذا الكلام مما وجده فيما كتب فى السنكزار-كتاب أخبار القبط -أن المقصود هنا من لفظ برمون هو المدينة التى تسميها العرب الفرما، وقوى ذلك عنده ما هو مذكور فى بعض كتب البطارقة، من أن أخوين من الرهبان قصدا مدينة برمون للتجارة وعادا منها فى البحر إلى الإسكندرية فى مدة سبعة عشر يوما.

وشرح ما كانت عليه مدينة الفرما فى الأعصر الأول مبسوط فى كتاب أبى الفداء، والإدريسى، والمقريزى (١) وغوليوس، وغيرهم وسيأتى الكلام عليها فى محله.

ومن هذا الاسم-أى برمون-أيضا بلدة من مديرية الدقهلية بمركز شها على الشاطئ الشرقى لفرع دمياط، وفى جنوب ناحية بدواى بنحو خمسة آلاف وخمسمائة متر، وفى الشمال الغربى لناحية شها بنحو خمسة آلاف ومائتى متر.


(١) الخطط للمقريزى، المرجع السابق. مج ١ ص ٣٧١.