قال المقريزى: هذا الجامع خارج القاهرة بخط باب اللوق بجوار بركة الشقاف.
كان موضعه وموضع بركة الشقاف من جملة حكر الزهرى.
أنشأه الأمير جمال الدين أقوش وجدده الحاج على الطباخ فى المطبخ السلطانى أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون، ولم يكن له وقف فقام بمصالحه من ماله مدة، ثم انه صودر فى سنة ست وأربعين وسبعمائة فتعطل مدة نزول الشدة بالطباخ ولم تقم فيه تلك المدة الصلاة.
[ترجمة على بن الطباخ]
والطباخ هو على بن الطباخ نشأ بمصر وخدم الملك الناصر محمد بن قلاوون وهو بمدينة الكرك؛ فلما قدم إلى مصر جعله خوان سلار وسلمه المطبخ السلطانى فكثر ماله لطول مدته وكثرة تمكنه ولم يتفق لأحد من نظرائه ما اتفق له من السعادة الطائلة، وذلك أن ما كان يصنع من المهمات والأعراس ونحوها مما يعمل فى الدور السلطانية وعند الأمراء والمماليك والحواشى إنما يتولى أمرها هو بمفرده.
فمما اتفق له فى عمل مهم ابن بكتمر الساقى على ابنة الأمير تنكز نائب الشام أن السلطان الملك الناصر استدعاه آخر النهار الذى عمل فيه المهم المذكور، وقال له: يا حاج على اعمل لى الساعة لونا من طعام الفلاحين. وهو خروف رميس يكون ملهوجا فولى ووجهه معبس فصاح به السلطان: ويلك مالك معبس الوجه! فقال: كيف ما أعبس وقد حرمتنى الساعة عشرين ألف درهم نقرة؟ فقال: كيف حرمتك؟ قال: قد تجمع عندى رءوس غنم وبقر وأكارع وكروش وأعضاد وسقط دجاج وأوز وغير ذلك مما سرقته من المهم وأريد أن أقعد وأبيعه، وقد قلت لى: اطبخ. وحين أفرغ من الطبخ يتلف الجميع؛ فتبسم السلطان وقال له: رح اطبخ وضمان الذى ذكرت علىّ وأمر بإحضار والى القاهرة ومصر، فلما حضرا ألزمهما بطلب أرباب الزفر إلى القلعة وتفرقة ما ناب الطباخ من المهم عليهم واستخراج ثمنه؛ فبلغ ثمنه ثلاثة وعشرين ألف درهم نقرة مع الذى كان له من المعاليم والجرايات ومنافع المطبخ، ويقال: أنه كان يتحصل له