كان بحارة عابدين. فأخذه الشارع الجديد الذى خلف مطبخ سراى الخديو إسماعيل وصارت أرضه من ضمن الشارع المذكور، وقد بقى منه المنارة والضريح وله أوقاف تحت نظر الديوان.
[جامع بشتاك]
قال المقريزى: هذا الجامع خارج القاهرة بخط قبو الكرمانى على بركة الفيل. عمره الأمير بشتاك فكمل سنة ست وثلاثين وسبعمائة، وخطب فيه حينئذ للجمعة عبد الرحيم ابن جلال الدين القزوينى، وعمر تجاهه خانقاه على الخليج الكبير ونصب بينهما ساباطا يتوصل به من أحدهما إلى الآخر، وكان هذا الخط يسكنه جماعة من الإفرنج والأقباط ويرتكبون من القبائح ما يليق بهم، فلما عمر هذا الجامع وأعلن فيه بالأذان وإقامة الصلوات اشمأزت قلوبهم لذلك وتحولوا من الخط، وهو من أبهج الجوامع وأحسنها رخاما، وكان إذا قويت زيادة ماء النيل فاضت بركة الفيل وغرقته فيصير لجة ماء، لكن منذ انحسر ماء النيل عن البلد إلى جهة الغرب بطل ذلك. وله من الآثار سوى هذا الجامع قصر بشتاك بين القصرين انتهى.
وخطه الآن يعرف بدرب الجماميز، ولما بنى المرحوم مصطفى باشا أخو الخديو إسماعيل السراى المجاورة له-التى بها اليوم ديوان المدارس الملكية والكتبخانة الخديوية وديوان عموم الأوقاف-عمرت والدته عليها سحائب الرحمة هذا الجامع أحسن عمارة سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، وصار الجامع فى داخل حدود السراى تحيط به من ثلاث جهاته، وجعلت له عمدا عظيمة من الرخام وجددت مئذنته ومطهرته وأقيمت شعائره، وفرشته بالبسط بعد فرشه بالبلاط، وأنشأت/تجاه بابه من جهة الشارع الأخرى سبيلا ومكتبا فى غاية الإتقان، ورتبت مرتبات شهرية وسنوية لخدمة الجامع ولأطفال المكتب ومؤدبهم وعرفائهم، بل رتبت خوجات لتعليمهم عدة فنون، ووقفت على ذلك أوقافا ذات ريع كاف، منها ما بجوار الجامع من الحوانيت وما عليها من المساكن.
[جامع البقلى]
هو بشارع البقلى من ثمن الخليفة. متخرب وبه مصلى صغيرة وميضأة وخلاوى، وله منارة وبداخله ضريح، وجد به قطعة لوح من خشب منقوش فيها: هذا ضريح الشيخ