ومن أهلها محمد بك شكرى أنعم عليه برتبة قائم مقام فى سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف، والآن هو باشمهندس استحكامات ثغر دمياط. وفى وسطها جامع ينسب للشيخ محمد الشربينى؛ المترجم فى طبقات الشعرانى بأنه شيخ طائفة الفقراء بالشرقية.
كان من أرباب الأحوال والمكاشفات، وكان ﵁ يخرج من بلده شربين كل ليلة من المغرب لا يرجع إلى الفجر، لا يعلمون إلى أين يذهب، وكان الأمير قرقماش وغيره من الأمراء يعتقدونه اعتقادا زائدا، وعمر له زاوية عظيمة ولم تكمل. وكان من طريقته أنه يأمر مريديه بالشحاذة على الأبواب دائما فى بلده، ويتعممون بشراميط البرد السود والحمر والحبال، وكان الشيخ محمد بن عنان وغيره ينكرون عليه لعدم صلاته مع الجماعة، ويقولون: نحن ما نعرف طريقا تقرب إلى الله تعالى إلا ما درج عليه الصحابة والتابعون، وأخبر بدخول ابن عثمان السلطان سليم قبل دخوله بسنتين، وكان يقول أتوكم محلقين اللحى. فكان الناس يضحكون عليه لقوة التمكن الذى كانت الجراكسة عليه، فما كان أحد يظن انقراضهم فى مدة يسيرة. مات ﵀ قبيل العشرين والتسعمائة، ودفن بزاويته بشربين، وقبره بها ظاهر يزار، ﵁.
[ترجمة شمس الدين الخطيب الشربينى]
وبها جامع الخطيب الشربينى الشهير الذى ترجمه الشعرانى فى الذيل، فقال: ومنهم الأخ الصالح العالم الزاهد، المقبل على عبادة ربه ليلا ونهارا، الشيخ شمس الدين الخطيب الشربينى، ﵁، صحبته نحو أربعين سنة فما رأيت عليه شيئا يشينه فى دينه، ولم أر فى أقرانه مثله فى حفظ جوارحه، وغفلته عما فيه السعى على الدنيا ووظائفها ومضايقة أهلها، ولم يزل