للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[(الرياحات والأباحر والخلجان والترع بالمديريات التى بالوجه البحرى والقبلى لوادى النيل بمصر)]

اعلم أننا إنما ذكرنا فى هذا الجزء ما كان موجودا من هذه الأشياء المذكورة وقت تأليفنا لهذا الكتاب؛ ولا يخفى أنه تجدد بعد ذلك أشياء أخر غير ما ذكرناه، وبطلت أشياء فسبحان من لا يتغير.

[(رياح روضة البحرين)]

هذا الاسم يطلق على البحر المستجد الخارج فمه من بين قناطر بحر الشرق وقناطر بحر الغرب، ويشقّ هذا البحر مديرية المنوفية من ملتقى البحرين، ويمرّ إلى أن يتصل ببحر شيبين عند قنطرة القرينين فيصيران بحرا واحدا يمر إلى أن يصب فى بحيرة البرلس.

وقبل عمل الريّاح المذكور كان بحر شيبين يأخذ المياه اللازمة للبلاد من النيل مباشرة من عند القرينين. وبسبب تراكم الطمى بفمه وحدوث جزائر فى البحر هناك فى أيام التحاريق وقلة المياه؛ نقص وارد بحر شيبين نقصا فاحشا، فحصل من ذلك اضمحلال الزراعة بجهة المنوفية والغربية، ومع ذلك كان يجلب له أنفار كثيرة من أهالى المديريات؛ لأجل تطهيره، فكان يعسر عليهم تطهيره تطهيرا جيدا، فمن أجل ذلك اضمحلت الزراعة الصيفية، فصار ما يزرع منها دائما فى الاضمحلال مع قلته فى ذلك الوقت. وحيث أن رفاهية الأهالى ومدار إتمام معيشتهم على كثرة المياه فى وقت الصيف؛ صدرت الأوامر بحفر الريّاح المذكور؛ فحفر وجعل نيليا، ومدّ لغاية النعناعية. وكان ذلك فى زمن المرحوم سعيد باشا، وكان المرحوم فاضل باشا مدير الروضة حينئذ. ثم فى