وفى الضوء اللامع للسخاوى: أن سودون هذا هو سودون القصروى قصروه من تمراز نائب الشام خدم بعد أستاذه فى بيت السلطان، ثم صار خاصكيا ثم من الدوادارية الصغار فى دولة أينال ثم أمير عشرة فى أيام خشقدم؛ فلما ولى خشداشة خير بك القصروى نيابة غزة استقر عوضه فى نيابة قلعة الجبل إلى أن قدمه يلباى بالبذل، ثم عمله الأشرف قايتباى رأس نوبة النوب ثم عينه لتجريدة سوار فجرح فى الوقعة وحمل إلى حلب فمات بها فى سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة وقد قارب السبعين.
وكان جمّاعا للمال بخيلا وهو صاحب السبيل بحارة الباطلية والجامع الذى هناك، انتهى ..
وفى شرقى الجامع بلصقه زاوية معطلة الشعائر الإسلامية ولها باب إلى الجامع مسدود وينسج بها الآن حصر السمار، وبداخلها قبر رجل صالح - يقال له الشيخ عبد الله - عليه تركيبة داخل بناء يخصه، وفى غربى الجامع خربة مملوءة بالتراب والأحجار أصلها زاوية ومعالمها باقية إلى الآن. واشتهر بين الناس: أن الدعاء يستجاب عندها ويزعمون أن بها قبر حزقيل أحد أصحاب سيدنا موسى ﵊، ولا يكاد أحد يمر من هناك إلا ويقف للدعاء.
وهناك قبر عليه تركيبة وكسوة داخل مقصورة لها باب وشباك يقال: أنه قبر محمد ابن سيدنا أبى بكر الصديق ﵁.
[جامع سودون من زاده]
هذا المسجد فى سويقة العزى بشارع سوق السلاح أنشأه مدرسة الأمير سودون.
وهو مسجد مشيد وله بابان: أحدهما بسويقة العزى والثانى بشارع سوق السلاح، وصحنه كشف سماوى مفروش بالرخام الملون وبوسطه حنفية وحوض للماء، وسقف المسجد محمول على أعمدة من الزلط، وبقبلته أربعة أعمدة من الرخام وكذا دكته، وبداخله ضريح منشئه، وشعائره مقامة من أوقافه بمعرفة ناظره السيد عمر الكعكى، ويعرف أيضا بجامع السايس.