للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المذكور يقال له: يلبيل. تبرع من ماله بعمارة المئذنة، انتهى.

وقد تمم بناءه ابنه الشيخ أحمد أبو العباس فى سنة تسع وتسعين وثمانمائة كما يؤخذ من بعض النقوش التى به، ولما مات رحمه الله تعالى دفن بآخرته.

وأمّا ما شاع على الألسنة وكتب على ستر الضريح من أن المدفون بذلك الضريح هو سيدى محمد فلا أصل له.

[ترجمة ابى العباس الواسطى]

وقد ترجمه الشعرانى فى طبقاته؛ فقال: هو الشيخ أبو العباس الواسطى كان جبلا راسيا وكنزا مطلسما ذاهيبة على الملوك فمن دونهم وكان له كرامات كثيرة، وكان الشيخ الصالح محمد العجمى كاتب الربعة العظيمة التى بجامعه بمصر يقول:

والله لو أدرك الشيخ الجنيد سيدى أبا العباس لأخذ عنه الطريق.

وكان لا يمكن أحدا صغيرا يمزح مع كبير، ورأى مرة صبيا يغمز رجلا كبيرا فأخرجهما من الجامع ورمى حوائجهما، وكان لا يمكن أمرد يؤذن فى جامعه أيدا حتى يلتحى.

وعمر عدة جوامع بمصر وقراها، وكان السلطان قايتباى يتمنى لقاءه فلم يمكنه من ذلك، وجاءه مرة ولده السلطان محمد الناصر على حين غفلة يزوره فلما ولى قال: أخذنا على غفلة. وأحواله كثيرة مشهورة فى بلاد الريف وغيرها.

قال الشعرانى: وقد رأيته مرة واحدة حين نزل إلى بلدنا ساقية أبى شعرة فى حاجة وعمرى نحو ثمان سنين. مات فى صفر سنة خمس وتسعمائة ودفن بأخريات الجامع بمصر المحروسة رضى الله تعالى عنه، انتهى.

[جامع الغورى]

من هذا الاسم مسجدان: أحدهما تحت القلعة فى عرب يسار بجوار قره ميدان على بابه نقوش فى الحجر صورتها: أمر بإنشاء هذا الجامع المبارك السلطان الملك الأشرف قانصوه الغورى عز نصره فى عام خمسة وعشرين وتسعمائة، وله منارة عليها هلال نحاس وبه منبر وخطبة وفيه شبابيك معمولة بالجبس والزجاج الملون، وبداخل حائطه إزار خشب مكتوب فيه آيات من القرآن، وشعائره مقامة بنظر ديوان الأوقاف.