للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ترجمة الشيخ العزيزى]

(قلت): وفى القرن الثانى عشر كان ساكنا بهذه العطفة العلامة الشيخ مصطفى العزيزى، وهو - كما فى الجبرتى - الإمام العلامة والبحر الفهامة شيخ مشايخ العصر، ونادرة الدهر، الصالح الزاهد الورع القانع، الشيخ مصطفى العزيزى الشافعى. كان معتقدا عند الخاص والعام، وتأتى الأكابر والأعيان لزيارته، ويرغبون فى مهاداته وبره، فلا يقبل من أحد شيئا كائنا ما كان مع قلة دنياه.

وكان يقرأ درسه بمدرسة السنانية المجاورة لحارة سكنه بخط الصنادقية، ويحضر درسه كبار العلماء والمدرسين، وكان لا يرضى بتقبيل يده ويكره ذلك. وكان إذا تكامل درسه حضر من بيته ودخل إلى محل جلوسه بوسط الحلقة، وعند ما يجلس يقرأ المقرئ، فإذا تم الدرس قام فى الحال وذهب إلى بيته، وهكذا كان دأبه إلى أن مات - رحمه الله تعالى.

(انتهى).

وبجوار هذه العطفة زاوية كوساسنان. وكانت تعرف أولا بالمدرسة السنانية، أنشأها الأمير كوساسنان الدفتادار سنة خمسين وسبعمائة - كما وجد بالكتابة التى بدائرها. وكان بها منبر وخطبة، ثم خربت زمن دخول الفرنساوية أرض مصر، وبقيت معطلة إلى أن جددها ناظرها الشيخ محمد البرانى بلا منبر، وجدد مطهرتها؛ وشعائرها مقامة من أوقاف لها بنظر الديوان، ويتبعها سبيل متخرب وقف الأمير كوساسنان المذكور.

وفى مقابلتها بجوار وكالة إينال بيت العلامة الجبرتى صاحب تاريخ «وقائع مصر» المشهور وقد سكن به بعد موته الشيخ محمد الرشيدى الفلكى الذى نفاه الخديو إسماعيل، والآن هو سكن رجل من تجار العجم.

[عطفة الصباغ]

وبعد هذه الزاوية عطفة صغيرة تعرف بعطفة الصباغ، لأن بها بيت السيد محمد الصباغ الفلكى الموجود الآن - صاحب النتيجة المعروفة بنتيجة الصباغ.

[عطفة المدق]

وأما جهة اليسار فبأولها عطفة المدق، وكان فى موضع هذه العطفة وما جاورها درب يعرف بدرب خرابة صالح، وهو من الدروب القديمة. ذكره المقريزى فقال: هذا الدرب عن يسرة من سلك من أول الخراطين إلى الجامع الأزهر. كان موضعه فى القديم مارستانا ثم صار مساكن. وعرف بخرابة صالح … ثم قال: وفيه الآن دار الأمير طينال، وباب سوق الصنادقيين (انتهى).