قال المقريزى: وكان يقال لها دار الإمارة، وموضعها الآن سوق الجامع، حيث البزازين وغيرهم، ولم تزل هذه الدار باقية إلى أن قدم المعز لدين الله أبو تميم معدّ من بلاد المغرب، فكان يستخرج فيها أموال الخراج، ثم خربت هذه الدار فيما خرب من القطائع والعسكر، وصار موضعها ساحة، إلى أن حكرها الدويدارى عند تجديد عمارة الجامع. (انتهى).
وذكر المقريزى فى ترجمة قيسارية الجامع الطولونى أن هذه القيسارية كان موضعها فى القديم من جملة دار الإمارة التى بناها الأمير أبو العباس أحمد بن طولون، وكان يخرج منها إلى الجامع من باب فى جداره القبلى، فلما خربت صارت ساحة أرض، فعمر فيها القاضى تاج الدين المناوى - خليفة الحاكم عن قاضى القضاة عز الدين عبد العزيز بن جماعة - قيسارية فى سنة خمسين وسبعمائة من فائض مال الجامع الطولونى، فكمل فيها ثلاثون حانوتا. وفى سنة ثمانى عشرة وثمانمائة أنشأها قاضى القضاة جلال الدين عبد الرحمن ابن شيخ الإسلام سراج الدين عمر بن نصير بن رسلان البلقينى قيسارية أخرى من مال الجامع المذكور، فرغب الناس فى سكناها لوفور العمارة بذلك الخط. (انتهى). (قلت): ومحلها الآن الدكاكين التى عن يمنة المارّ بهذا الشارع عند باب الجامع.
[جبل يشكر]
وذكر المقريزى أيضا أن موضع هذا الجامع يعرف بجبل يشكر. قال ابن عبد الظاهر:
وهو مكان مشهور بإجابة الدعاء، وقيل إن موسى ﵇ ناجى ربه عليه بكلمات، ويشكر هو يشكر بن جديلة من لخم، ويشكر قبيلة من قبائل العرب اختطت عند الفتح بهذا الجبل فعرف بجبل يشكر لذلك، ثم قال: وكان هذا الجبل يشرف على النيل وليس بينه وبين النيل شئ، وكان يشرف على بركة الفيل وبركة قارون - المعروفة اليوم بالبغالة. وعلى هذا الجبل كانت تنصب المجانيق التى تجرب قبل إرسالها إلى الثغور. وكان بجوار جبل يشكر الكبش، وكان يشرف على النيل من غربيه، ثم لما اختط المسلمون مدينة الفسطاط بعد فتح أرض مصر صار الكبش من جملة خطة الحمراء القصوى. (انتهى ملخصا).
[وبهذا الشارع من جهة اليمين أربع عطف]
- الأولى عطفة سيدى فارس، عرفت بذلك لأن بها ضريحه داخل زاوية تعرف بزاوية فارس، وهى الآن معطلة ومجعولة مكتبا لتعليم الأطفال، ولها أوقاف تحت يد أحمد أفندى الطولونى.