درب يعرف بدرب البهلوان، يسلك منه لبركة البغّالة، وبداخله دار كبيرة للأمير سلامة باشا مفتش هندسة ديوان الأشغال العمومية، بها جنينة متسعة، ودار أحمد بيك خطاب بها جنينة أيضا. وهذا الدرب كان يعرف أولا بدرب ايشكب العزى، وكان به جنينة مجاورة لبركة الحمصانى المعروفة اليوم ببركة البغالة، وهذه الجنينة كانت فى سنة ست عشرة ومائتين وألف جارية فى وقف المرحوم الحاج محمد جنج أغا عين أعيان رؤساء العساكر الدلاة ابن المرحوم محمد أغا الكردى.
(قلت): وفى وقتنا هذا قد بيع معظم أرضها، وبنى فيه بيوت ومنازل حدثت مع تنظيم هذه الجهة.
وحارة تعرف بحارة البغالة يسلك منها إلى بركة البغالة وغيرها.
وبهذا الشارع أيضا جامع قديم يعرف بجامع الزعفرانى من إنشاء الأمير يونس الظاهرى، وفى سنة تسع وتسعين وألف جدّده الأمير مصطفى أغا المعروف بوكيل القزلار، وأنشأ بجواره صهريجا وحوضا ومكتبا، وشعائره مقامة إلى الآن بنظر الأوقاف.
[[زاوية الحبيبى]]
وزاوية الحبيبى جدّدها الشيخ محمد الحبيبى-شيخ طريقة الحبيبية-فى سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، وهى مقامة الشعائر إلى الآن، وبداخلها قبران: أحدهما لم يعلم صاحبه، والآخر للشيخ الحبيبى المذكور، يعمل له حضرة كل ليلة جمعة، ومولد كل عام. وهذه الزاوية تزعم العامة أنها زاوية عز الدين الدمياطى التى ذكرها المقريزى فى خططه، وليس كذلك بل زاوية الدمياطى كانت فى مقابلتها. قال المقريزى: هى فيما بين خط السبع سقايات وقنطرة السد، أنشأها الأمير عز الدين أيبك الدمياطى الصالحى النجمى-أحد الأمراء فى أيام الملك الظاهر بيبرس-وأنشأ بجانبها حوضا لشرب الدواب. (انتهى).
ويوجد الآن قبالة زاوية الحبيبى سبيل بجوار بوابة السيدة، عامر إلى الآن بنظر امرأة تدعى الست حنيفة الزهارة، يغلب على الظن أنه فى محل حوض الدمياطى المذكور.
وبهذا الشارع سبيل السلطان مصطفى، أنشأه سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف، وجعل فوقه مكتبا لتعليم الأطفال، وقد صار الآن من المكاتب الأهلية الشهيرة، ويعرف بمكتب