ونشأ بها، فقرأ القرآن واشتغل بالفقه على ابن الخلال وجماعة، وكتب عن السراج الأسوانى شيئا من نظمه وجلس ببلده لتعليم الأطفال فانتفع به، ومن نظمه:
إذا ما قضى الله فكن صابرا … وما قدر الله لاتنأ عنه
وكن حامدا شاكرا ذاكرا … فربى هو الكل والكل منه
وقوله:«إذا ما قضى الله» هو بحذف ألف الله التى قبل الهاء للوزن.
ونعم الرجل صلاحا وخيرا وأنسا. مات قريب الستين بعد الثمانمائة ظنا.
ا. هـ.
وقد نشأ من دمنهور المذكورة عدة من الأفاضل والعلماء والأعيان، ففى ذيل طبقات الشعرانى أن منها.
[[ترجمة الشيخ ناصر الدين الدمنهورى]]
العالم العلامة القائم فى دين الله تعالى بالتأييد والنصر من لا تأخذه فى الله لومة لائم المهاجر بأولاده وعياله فى طلب الزيادة من العلم، الشيخ ناصر الدين الدمنهورى ﵁.
قال الشعرانى: ما رأيت فى عصرنا قط من هاجر من بلاده فى طلب العلم هو وأولاده وعياله وله حرص عظيم على اتباع السنة المحمدية فى أحواله كلها غيره، وما رأيت بعد الشيخ شهاب الدين بن داود أحرص على اتباع السنة منه، وصدق الله من لقبه بناصر الدين فإنه يكاد يتميز من الغيظ إذا رأى أحدا يخالف السنة فى قوله أو فعله، وقام بهدم الكنيستين بناحية لقانة وببلده حتى هدمهما، وعارضه فى ذلك جمع من الولاة فخذلهم الله ونصره عليهم. وما رأيت مثله فى القيام بحق الأخوّة والصحبة والضيوف والواردين عليه فى بيته، لأن بيته مورد الخاص والعام. أينما حل أفتى ودرس العلم ببلاده. وما رأيته قط يأكل طعام أحد من الولاة وأعوانهم، وله تهجد