ثم درب الحموى به عدة بيوت، وليس بنافذ، ثم المدرسة البيدرية، وهى فى نهاية هذا الشارع على رأس شارع العلوة، ذكرها المقريزى فقال: هى برحبة الأيدمرى، بالقرب من باب قصر الشوك، بينه وبين المشهد الحسينى، بناها الأمير بيدر الأيدمرى. (انتهى).
(قلت): وهى الآن متخربة، وبداخلها قبر منشئها، عليه قبة، ولم يوجد منها إلا هذه القبة والمئذنة وأحد أبوابها وقطعة صغيرة عبارة عن مصلى، وتعرف اليوم بزاوية اللبان، وبجامع أيدمر البهلوان.
[رحبة الأيدمرى]
وأما رحبة الأيدمرى المذكورة فهى من ضمن رحبة قصر الشوك التى ذكرها المقريزى فقال: إنها كانت قبلى القصر الكبير الشرقى، وكانت فى غاية الاتساع، وموضعها من جوار المشهد الحسينى والمدرسة الملكية إلى باب قصر الشوك عند خزانة البنود - التى محلها اليوم بيت الأمير أحمد باشا رشيد - وكان السالك من باب الديلم - الذى هو الآن باب المشهد الحسينى - إلى خزانة البنود يمر فى هذه الرحبة، ويصير سور القصر على يساره والمناخ ودار أفتكين على يمينه، ولا يتصل بالقصر بنيان ألبتة. وما زالت هذه الرحبة باقية إلى أن خرب القصر بفناء أهله، فاختط الناس فيها شيئا بعد شئ، ثم لم يبق منها سوى قطعة صغيرة تعرف برحبة الأيدمرى. (انتهى ملخصا).
[الحارة الصالحية]
(قلت): والذى يغلب على الظن أن موضع شارع أم الغلام من حقوق الحارة الصالحية التى ذكرها المقريزى فقال إنها عرفت بغلمان الصالح طلائع بن رزيك، وهى موضعان:
الصالحية الكبرى والصالحية الصغرى، وموضعهما فيما بين المشهد الحسينى ورحبة الأيدمرى وبين البرقية. وكانت من الحارات العظيمة، وقد خربت الآن.
وقال ابن عبد الظاهر: الحارة الصالحية منسوبة إلى الصالح طلائع بن رزيك لأن غلمانه كانوا يسكنونها، وهى مكانان، وللصالح دار بحارة الديلم كانت سكنه قبل الوزارة. (انتهى).
والذى يؤخذ من كلام المقريزى أن رحبة الأيدمرى محلها الآن مدرسة إينال المعروفة بجامع أم الغلام والمدرسة البيدرية، وحارة البرقية المعروفة اليوم بشارع الدراسة، ويتعين أن حارة