للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى سنة سبع وسبعين وخمسمائة رتبت المقاتلة على البرجين وشدت مراكب إلى السلسلة ليقاتل عليها ويدافع عن الدخول من بين البرجين، وأصلح شعث سور المدينة وسد ثلمة، واتقنت السلسلة التى بين البرجين، فبلغت النفقة على ذلك ألف ألف دينار واعتبر السور فكان قياسه أربعة آلاف وستمائة وثلاثين ذراعا.

وفى سنة ثمان وثمانين وخمسمائة أمر السلطان بقطع أشجار بساتين دمياط وحفر خندقها وعمل جسر عند سلسلة البرج.

[[واقعة دمياط العظمى سنة خمس عشرة وستمائة]]

وفى سنة خمس عشرة وستمائة كانت واقعة دمياط العظمى. وكان سبب هذه الواقعة أن الإفرنج فى سنة أربع عشرة وستمائة تتابعت إمدادهم من رومية الكبرى- مقرّ البابا-ومن غيرها من بلاد الافرنج، وساروا إلى مدينة عكا، فاجتمع بها عدة من ملوك الافرنج وتعاقدوا على قصد القدس وأخذه من أيدى المسلمين، فصاروا بعكا فى جمع عظيم. وبلغ ذلك الملك أبا بكر بن أيوب فخرج من مصر فى العساكر إلى الرملة فبرز الافرنج من عكا فى جموع عظيمة، فسار العادل إلى بيسان، فقصده الإفرنج فخافهم لكثرتهم وقلة عسكره، فأخذ على عقبة فيق يريد دمشق، وكان أهل بيسان وما حولها قد اطمأنوا لنزول السلطان هناك فأقاموا فى أماكنهم، وما هو إلا أن سار/ السلطان وإذا بالإفرنج قد وضعوا السيف فى الناس ونهبوا البلاد، فحازوا من أموال المسلمين ما لا يحصى كثرة، وأخذوا بيسان وبانياس وسائر القرى التى هناك، وأقاموا ثلاثة أيام ثم عادوا إلى مرج عكا بالغنائم والسبى، وهلك من المسلمين خلق كثير، فاستراح الإفرنج بالمرج أياما، ثم عادوا ثانيا ونهبوا صيدا والشقيف، وعادوا إلى مرج عكا فأقاموا به، وكان ذلك كله فيما بين النصف من شهر رمضان وعيد الفطر، والملك العادل مقيم بمرج الصفر وقد سير ابنه المعظم عيسى بعسكر إلى نابلس لمنع الإفرنج من طروقها والوصول إلى بيت المقدس، فنازل الافرنج قلعة الطور سبعة عشر يوما ثم عادوا إلى عكا وعزموا على قصد الديار المصرية، فركبوا بجموعهم البحر وساروا إلى دمياط فى صفر فنزلوا عليها يوم الثلاثاء رابع ربيع الأول سنة خمس عشرة وستمائة الموافق لثامن حيزيران، وهم نحو سبعين ألف فارس وأربعمائة ألف راجل،