وكان له التفاتات تامة إلى ما يوجب رواج الفلاحة وأنواع الصنائع والمتاجر، حتى تجدد فى عهده بيوت كثيرة تجارية لأهل الوطن وغيرهم، فإن العلائق التجارية صارت مرتبطة بهمته مع سائر الدول، فنشأ بالإسكندرية تسعة بيوت للفرنساوية، وسبعة للإنكليز، وتسعة للنمساوية، وثمانية لأهل بلاد التسكار، وبيتان للسردينيا، وواحد لبلاد سويد، وواحد للهند، وواحد لبروسيا، وستة لعمد تجارة الأهالى.
وكذلك حدثت مراكز كثيرة بالقاهرة وغيرها من المدن والبنادر، ومن ذلك احتفاله بأمر الزراعة الصيفية وغيرها، سيما زراعة القطن، فإنها سبب كبير فى زيادة ثروة الأهالى.
ومن أكبر دواعى الاكتساب، الباعثة على بذل الهمة فى تحصيل الحرف والصنائع، فتح باب تغيير الهيآت فى الأبنية والملابس والرفاهية، فإنها فتحت/بابا للمصرف كان مقفلا من قبل.
وبالجملة، فمحاسن العائلة المحمدية لا تحصى، وعوائد فوائدها لا تستقصى.
فمنها تربية أولاد الوطن بالمكاتب والمدارس، والسعى فى كل ما فيه للرعية فائدة، كعمل الترع والخلجان والجسور، حتى اتسعت أرض الزراعة وصلح زرعها، وكثرت العلوم والمعارف فى أولاد الوطن الذين تربوا تحت ظله، وحفهم بعنايته حتى قاموا بمصالح القطر، واستغنى بهم عن غيرهم، كما هو جل قصده بتلك الغراسة، فهم غرس فكرته وأولاد نعمته، وكل ذلك مما يحمل أبناء الوطن على إدامة الدعاء له ولأنجاله حيث اقتفوا أثره فى آرائه وأفعاله.