الولى العراقى، والزين القمنى والطبقة، وقطن القاهرة بعد أبيه تحت نظر الشريف الطباطبى بمصر فتهذب به، وسلك على يديه، واختلى عنده عاما.
وكذا أكثر من الترد لصاحب والده الشيخ مدين بحيث اختص به، وكان الشيخ يعظمه جدا، وأخذ فى غضون ذلك فى الفقه عن المحلى والمناوى، وفى العربية عن ابن قديد ولازمه وفيها، وفى الأصلين وغيرهما عن ابن الهمام.
وقبل ذلك أخذ عن البدرسى، وبورك له فى السير، واستقر أولا فى وظيفة والده التصوف بسعيد السعداء ثم أعرض عنها لأخيه، ونزل فى صوفية الشيخونية، وقرأ فيها صحيح مسلم، والشفاء على الزين الزركشى، وحج وجاور وداوم العبادة، والتقنع باليسير، والانعزال عن أكثر الناس، واقتفى طريق الزهد والورع والتعفف الزائد، والاحتياط لدينه، وحتى أنه من حين استقر المناوى فى القضاء لم يأكل عنده شيئا بعد مزيد اختصاصه به، وكذا صنع مع أخيه أحمد لما ناب فى القضاء مع تكرر حلفه له إنه لا يتعاطى منه شيئا، وأبلغ من هذا عدم اجتماعه بشيخنا أصلا، وذكرت له كرامات وأحوال صالحة. مات فى ربيع الآخر سنة ست وخمسين، ودفن بحوش سعيد السعداء جوار/الشيخ محمد ابن سلطان بالقرب من البدر البغدادى الحنبلى، رحمه الله تعالى ونفعنا به.
[(ترجمة الشيخ منصور المنوفى الشافعى)]
ومنها أيضا كما فى الجبرتى الفقيه المحدث الشيخ منصور بن على بن زين العابدين المنوفى البصير الشافعى. ولد بمنوف ونشأ بها يتيما فى حجر والدته، وكان بارا بها، فكانت تدعو له، فحفظ القرآن وعدة متون، ثم ارتحل الى القاهرة وجاور بالأزهر، وتفقه بالشهابين البشبيشى والسندوبى، ولازم النور الشبراملسى وأخذ عنه الحديث، وجدّ واجتهد وبرع وتفنن فى العلوم العقلية والنقلية، وكان إليه المنتهى فى الحذق والذكاء وقرة الاستحضار لدقائق العلوم، سريع الإدراك لعويصات المسائل على وجه الحق، نظم الموجهات وشرحها وانتفع بها الفضلاء، وتخرج به النبلاء، توفى فى الحادى والعشرين من جمادى الأولى سنة ١١٣٥، وقد جاوز التسعين. انتهى