وقال محمود بيك فى رسالته: إن ما عثر عليه من الصهاريج فى مدينة إسكندرية، يبلغ ٧٠٠ بعضها مركب من طبقتين، والطبقة العليا محمولة على أعمدة من الرخام أو الزلط، وفى المواضع المرتفعة من المدينة كانت تبلغ طبقات الصهاريج أربعة، ولم تكن جميعها تملأ من الخلجان، بل كان يملأ أكثرها بالقرب.
وفى كتاب (جركى) الفرنساوى: أن جليس بيك عند إجرائه عمليات الاستحكامات، كشف عن ٨٩٦ صهريجا مبنية جميعها بالحجر، وواصلة لبعضها، وتأخذ ماءها من خليج كبير يشق البلد، ويمتد إلى بحيرة مريوط.
ولا بد أنه لم يعثر على جميعها، وكانت تنظف كل سنة حتى لا يضر ماؤها بالصحة، وقد استدل على ٣٠٠ صهريج داخل المدينة الجديدة، ردم أغلبها ولم يبق منها الآن إلا القليل، بعضه فى حيازة أهل الملك، وبعضه فى حيازة الحكومة، وكان الموجود منها فى زمن الفرنساوية ٣٠٨، ووجد فى واحد منها ٣٠ عامودا فوقها عقود من البناء.
[جزيرة فاروس]
كانت هذه الجزيرة فى الأيام الخالية محصنة بأسوار وأبراج فى دوائرها. وآثار المبانى القديمة التى كانت بها وقت دخول الفرنساوية، تدل على أنها كانت عامرة بالسكان، منفصلة عن المدينة بالكلية، وكان طولها موازيا للساحل من ابتداء المينا الشرقية إلى نهايتها من جهة الغرب-الموجود بها الآن المنارة الجديدة-٣٦٠٠ متر، وعرضها المتوسط ٥٠٠ متر، وكان فى نهاية الجزيرة من جهة الشرق، صخرة طولها قريب من ٢٥٠٠ متر، وكانت المنارة القديمة مبنية فوقها، والبعد من وسط هذه الصخرة إلى المنارة الجديدة الآن ٣٠٣٠، وكان الماء يحيط بهذه الصخرة من جميع الجهات-كما ذكر ذلك استرابون-والجزيرة الصغيرة الموجودة نحو الشمال، لم تكن فى القديم إلا رأسا من الجزيرة الأصلية.