للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويبالغ فى ضربه وربما أقام عنده بالكاملية. مات وقد قارب السبعين، سنة أربع وخمسين وثمانمائة، ودفن بجوار قبر الشيخ أبى العباس أحمد الحراز بالقرافة الكبرى، رحم الله تعالى. ا. هـ.

[ترجمة محمد معين الدين الفارسكورى الدمياطى]

وفيه أيضا أن منها (١)، محمد بن محمد بن محمد، الملقب معين الدين، الفارسكورى الأصل الدمياطى المولد والدار، أحد المتمولين من بيت تجارة ووجاهة، حتى كان أبوه على قاعدة تجار دمياط ينوب فيها عن قضاتها، ونشأ هذا فقيرا جدا، فقرأ القرآن أو بعضه، وعانى استئجار الغيطان، وترقى حتى زادت أمواله عن الوصف، بحيث قيل إنه وجد ببعض المعاصر خبيئة. وصار ضخما عظيم الشوكة، مبجلا عند الجمال ناظر الخاص، وابتنى بدمياط مدرسة هائلة، وعمل بها شيخا وصوفية، وأكثر الحج والمجاورة، وكان يقال أنه يسبك الفضة ويبيعها على الهنود ونحوه ويقال، إنه كان فى صغره متهتكا قابتلاه الله بالبرص، ولا زال يتزايد حتى امتلأ بدنه وصار لونه الأصلى لا يعرف، ومات وهو كذلك قريبا من سنة ستين وثمانمائة، عن سن عالية، واستمرت المظالم منتشرة هناك بسبب أوقافه، وهلك بسببها غير واحد، وهو مولى جوهر المعينى، عفا الله عنه. ا. هـ.

[ترجمة العارف بالله شمس الدين الدمياطى]

وينسب إليها أيضا، كما فى ذيل طبقات الشعرانى، الشيخ الصالح العالم شمس الدين الدمياطى، المقيم بخانقاه سعيد السعداء، كان محققا للعلوم كثير البكاء من خشية الله تعالى، زاهدا ورعا. عابدا لا يكاد ينام من الليل إلا قليلا.

أخذ العلم عن جماعة منهم: الشيخ زكريا الأنصارى، والشيخ برهان الدين ابن


(١) الضوء اللامع، المرجع السابق ج ١٠، ص ١٤.