فى هذا الفضاء بقرب سبيل الدشيشة الواقع قبلى سراى المرحوم إسماعيل باشا، التى جعلت مهندسخانة زمنا، يرى عن يمينه وكالة الحناء وجامع السنانية ووكالة على بك وجامعه، وكانت دكك الحطب تمتد إلى تجاه وكالة أيوب بيك، وفى آخرها من الوجه البحرى ديوان الجمرك وأمامه رحبة، وكان شرقى الدكك أرض فضاء ومقبرة، وكانت وكالة أيوب بيك فى بحرى المقربة، وهى الآن فى ملك الخديوى إسماعيل، وكان أمامها وكالة الأرز الشهيرة الآن بوكالة الجلد.
وفى زمن العزيز المرحوم محمد على بنى فى هذه الأرض المطبعة وما جاورها من ورش وترسانة ودقمخانات وعنابر وغير ذلك.
[(الكلام على خليج القاهرة وخليج البرزخ)]
يظهر من أقوال المقريزى وغيره أن هذا الخليج بعض من خليج قديم كان مستعملا فى الأزمان الغابرة فى الملاحة، وموصلا بين النيل والبحر الأحمر، وكانت بواسطته تجارة بلاد العرب والهند والسودان، تدخل القطر المصرى وتتوزع فى بلاده، كما أن التجارة المصرية كانت تحملها السفن فيه إلى البحر الأحمر فتدخل فى جميع البلاد المذكورة، فهو بهذا الاعتبار أثر من الآثار العتيقة يستحق الذكر. ولذلك أفردناه بباب مخصوص جمعنا فيه ما تشتت فى الكتب والسير مما يتعلق به، وقد أفرده المقريزى بباب مخصوص، وأطال القول فيه.
[[ملخص ما ذكره المقريزى]]
وملخص ما ذكره: أن خليج مصر بظاهر مدينة فسطاط مصر، ويمر من غربى القاهرة، وهو خليج قديم احتفره طوطيس بن مالية أول الفراعنة بمصر، وهو فرعون إبراهيم ﵇ بسبب هاجر أم إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله وسلامه عليهما، حين أسكنها وابنها إسماعيل بمكة، وقد حقق العارفون باللغة القديمة المصرية أن ملك مصر الذى وفد فى أيامه خليل الله