للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ترجمة الشيخ صالح بن أحمد المعروف بالبلقينى]

فقد ذكر المحبى فى خلاصة (١) الأثر، أنه نشأ منها الشيخ صالح بن أحمد، الإمام المعروف بالبلقينى المصرى، شيخ المحيا بالقاهرة، وابن شيخه الشهاب العارف بالله تعالى علامة المحققين. كان من كبار العلماء والزهاد وله القدم الراسخة فى التصوف وفقه الشافعى والمعقولات بأسرها، أخذ عن أبيه وغيره، وشاع أمره وقصده الناس للتلقى عنه، وكان يقرأ شرح القطب وحواشيه من المنطق، ولم يزل فى إفادة واجتهاد بالعبادة إلى أن توفى، وكانت وفاته بمصر فى إحدى الجماديين بين سنة خمس عشرة بعد الألف، عن نحو ثمانين سنة، والبلقينى بضم أوله نسبة لبلقينة من غربية مصر، انتهى.

[ترجمة سراج الدين البلقينى ]

وليس المترجم بأول من نشأ منها بل سبقه من هو أشهر منه، فقد ذكر السيوطى فى حسن المحاضرة (٢) أن منها شيخ الإسلام سراج الدين البلقينى، أبا حفص عمر بن رسلان بن نصر بن صالح الكنانى، مجتهد عصره وعالم المائة الثامنة، ولد فى ثانى عشر رمضان سنة أربع وعشرين وسبعمائة، وأخذ الفقه عن ابن عدلان والتقى السبكى، والنحو عن أبى حيان، وبرع فى الفقه والحديث والأصول وانتهت إليه رياسة المذهب والإفتاء، وبلغ رتبة الاجتهاد، وله ترجيحات فى المذهب خلاف ترجيحات النووى، وله اختيارات خارجة عن المذهب، وأفتى بجواز إخراج الفلوس فى الزكاة. وقال: إنه خارج عن مذهب الإمام الشافعى. وله تصانيف فى الفقه والحديث والتفسير منها:

حواشى الروضة، وشرح البخارى، وشرح الترمذى، وحواشى الكشاف./وولى تدريس


(١) خلاصة الأثر، المرجع السابق، ج ٢، ص ٢٣٧.
(٢) حسن المحاضرة للسيوطى، المرجع السابق، ج ٣٢٩،١.