الأعلى، ويحتمل أن مدينة طيوة غير مدينة أمسوس، وأن أمسوس كانت فى وسط القطر لا فى أعلاه، وهذا هو الذى يظهر من كلام المقريزى فى عدة مواضع، وهو الذى تميل إليه النفس، ويؤيده ما قاله بعض المؤرخين: أن أول قوم عمروا مصر، نزلوا من جهة بلاد العرب من أسفل القطر، والعجب من المقريزى، حيث لم يذكر مدينة طيوة ولا شيئا من آثارها كالكرنك والقرنة، مع شهرتها وكثرة آثارها وبرابيها، ولعل عدم ذكره لها، هو الحامل على فهم أن أمسوس هى مدينة طيوة والله أعلم.
[[المؤرخون ومدينة طيوة]]
ولنذكر لك طرفا من كل ما قاله المقريزى فى أمسوس، وما قاله غيره فى طيوة فنقول: قال المقريزى فى خططه إن مدينة أمسوس هى أول بلدة عرف اسمها فى أرض مصر، وبها كان ملك مصر قبل الطوفان، وقد محا الطوفان رسمها، ثم صارت مدينة مصر بعد الطوفان مدينة منف، ولما خربت مدينة منف على يد (بختنصر)، بنيت الإسكندرية وصارت هى مدينة مصر ومقر المملكة، إلى أن قدم (عمرو بن العاص) بجيوش المسلمين، فاختط الفسطاط وصارت هى مدينة مصر، إلى أن قدم (جوهر القائد) من الغرب بعساكر المعز واختط القاهرة وصارت دار المملكة، إلى أن زالت الدولة الفاطمية وصارت القاهرة مدينة مصر إلى يومنا هذا.
ثم قال: وأول من ملك أرض مصر، مقراوش بن مصرايم بن مركاييل ابن دواييل بن عريان بن آدم ﵇، ركب فى نيف وسبعين راكبا من بنى عريان جبابرة كلهم يطلبون موضعا يقطنون فيه، فرارا من بنى أبيهم عندما بغى بعضهم على بعض، فلم يزالوا يمشون حتى وصلوا إلى النيل فبنى (مقراوش) مصر، ثم تركها وأمر ببناء مدينة أمسوس، وبنى الأعلام وأقام الأساطين،