أهل البلد على أن تحزبوا على قتله، ودبروا ذلك سرا فعملوا حيلة بأن قطعوا جسرا من الجسور التى فى محافظته فى أيام ركوب النيل للأراضى، وأنهوا إليه خبر القطع فخرج إليه فارسا مسرعا، وكانوا قد كمنوا له بالسلاح فضربوه بالرصاص فقتل نهار سنة خمس وأربعين ولم يعلم قاتله.
وكان إذ ذاك حاكم تلك الأقاليم شريف باشا الكبير، وكان عنده بمنزلة، فأمر بنفى نصف أهل البلد وهدم بيوتهم وحرث مكانها، فنفوا مدة. ثم ظهر قاتله فصلب فيه اثنان ورجع باقيهم إلى محله. واستمر ابنه عمدة على البلد، وكان غليظ القلب لا ينقاد لأصاغر الحكام فكرهوه، وتسبب عن ذلك أخذه فى التقهقر وظهور غيره شيئا فشيئا، إلى أن صار عمدّها الآن أولاد الشيمى، فصار بيتهم من البيوت المشهورة، وبنوا أبنية مشيدة وملكوا أملاكا كثيرة، ﴿وَ تِلْكَ الْأَيّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النّاسِ﴾ (١)، وهذا العمدة هو حسن بن أبى زيد بن حسين بن محمد بن على مرتين.
[ترجمة الشيخ هارون]
والآن ابن ابنه الشيخ هارون بن عبد الرازق بن حسن المالكى مقيم بالأزهر للإفادة والاستفادة، أخذ عن شيخ/المالكية الشيخ محمد عليش، أكبر المتمسكين بسنة النبى ﷺ، وعن الشيخ أحمد منة الله المالكى، وعن الشيخ أحمد أبى السعود المالكى الإسماعيلى، قطب زمانه، وعن الشيخ منصور كساب العدوى، والشيخ محمد قطة العدوى المالكيين، وعن الشيخ محمد الأشمونى، والشيخ محمد الانبابى، والشيخ محمد الخضرى الشافعيين، وأخذ بعض البخارى عن الشيخ إبراهيم السقاء الشافعى، وعن الشيخ على محمد فرغلى الأنصارى بطهطا، وعن جم غفير من مشاهير الأزهر فى وقته، ﵃، كما أخبر هو عن نفسه، وهو الآن من جملة المعلمين بالمدارس الملكية.