ويتبع هذه القرية كفر صغير فى قبليها فوق الجسر الذاهب إلى طهطا، فيه ضريح ولى يسمى بالشيخ عامر، يقال إنه من ذرية أبى الحجاج الأقصرى الشهير. وكفر صغير أيضا فى بحريها فى داخل نخليها، يسمى السبائكة، يزعم سكانه أنهم من ذرية سيدى أبى مدين التلمسانى، رئيس الأربعين الذين أتوا من بلاد المغرب.
ويتفرع منها أربعة جسور، هذا وجسر يصل إلى ترعة شطورة بعد مروره على قرية عرب بخواج، وهى قرية صغيرة فيها نخيل ومساجد، وفيها مقابر نصارى بنجا والبلاد المجاورة لها. وجسر يصل إلى الجبل الغربى تقطعه الترعة السوهاجية، وفوق السوهاجية بالشاطئ الشرقى فى بحرى هذا الجسر قرية بنى حرب، وهى قرية صغيرة حسنة البناء كثيرة النحيل، وأهلها أكثر من ألف نفس أكثرهم مسلمون. والجسر الرابع يخرج منها مبحرا فيمر على نجع الشيخ أحمد، وهى قرية تشبه بنى حرب، وفيه بيت عمدتها أحمد سلامة، مشهور بالكرم، ثم على قرية المدمر.
وبواسطة تلك الجسور تجد طرق بنجا مستعملة دائما، لا فرق بين زمن النيل وغيره، فلذا فى أيام النيل يكون بها كثير من الغرباء والطوائف مثل الحلب والتتر والأحمدية، ويتفرع منها فى غير أيام النيل عدة طرق منها ما يوصل إلى قرية الوقات فى بحريها، وهى قرية صغيرة، ثم إلى عزبة مشطا، ثم إلى طما، ومنها ما يوصل إلى قرية الشيخ زين الدين فى شرقيها، وهى قرية صغيرة بينها وبين النيل أقل من ساعة وفيها نخيل كثير، وفيها منظرة حسنة للشيخ محمد زين الدين. وللمذكور ولدان من علماء المسلمين، لهم درس دائم فى جامع الشيخ زين الدين الذى سميت القرية باسمه، وهو جامع قديم، وقد جدده لطيف باشا سنة ١٢٨٩.
وفيها نصارى كثيرون فى حارات مخصوصة، يشبهون نصارى البنادر، منهم كتبة وصيارفة، وفى جنوبها الغربى كنيسة إفرنجية. وفيها أنوال لنسج الصوف، وربما نسجت فيها ملاآت القطن المصبوغ، وفيها معمل دجاج. وتكسب أهلها من الزرع كما جاورها من البلاد مثل قرية السوالم فى قبليها، وقرية شطورة فى بحريها، وهى قرية على شاطئ