قال الشعرانى فى طبقاته: دفن بها الشيخ على السدار-﵁-كان يبيع السدر ثم انقطع فى بيته يزار إلى أن مات سنة ثمان وسبعين وسبعمائة، وجاءه شخص مرة يطلب حنّاء فأعطاه سدرا فرده إليه، وقال: هذا سدر ونحن حاجتنا بالحناء للعروس؛ فقال: آخر النهار تحتاجون إلى السدر فمات العريس آخر الليل فغسلوه به انتهى.
[زاوية سيدى سعد الله]
هذه الزاوية فى الدرب الأحمر خلف جامع أبى حريبة فى طريق السالك إلى الباطلية.
كان بها بعض تخريب فجدّدها ناظرها السيد محمود درويش-وذلك فى سنة سبع وسبعين ومائتين وألف-بنفقة صرفها عليها المرحوم موسى بك العقاد، وجعل بها منبرا وصدر الإذن بالخطبة فيها؛ فأقيمت بها الجمعة والجماعة ولها مطهرة وأخلية، ولها أوقاف ذات إيراد قليل، منها ربع من وقف الست فطّومة العباسية محتاج إلى العمارة، وربع آخر، وله بجواره ثلاثة حوانيت متخربة يبلغ إيراد الجميع نحو مائة قرش صاغ، وبهذه الزاوية قبر سيدى سعد الله ظاهر وعليه تابوت مكسوّ بالجوخ داخل مقصورة من الخشب، وبدائرها مقصورة من البناء، وله زوّار ونذور، وله حضرة كل ليلة أحد، ومولد سنوى عقب مولد السيدة فاطمة النبوية فى ربيع الأول.
وحقق بعض علماء الصوفية: أن صاحب هذه الزاوية هو السيد سعد الله بن السيد عبد الله الملقّب بالكامل وبالمحضى ابن السيد حسن المثنى ابن الإمام الحسن السّبط بن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه؛ ويقال: إن له مقاما آخر فى بلاد المغرب أشهر من هذا.
[زاوية سعد الدين الغرابى]
هذه الزاوية بدرب الجماميز تجاه مسجد بشتاك. كانت كبيرة فجعل بعضها مساكن ولم يبق منها إلا إيوان واحد، وهى مقامة الشعائر، وبها سبيل مهجور، ولها مرتب بالروزنامجة