واسط بالعراق وهو من أجلاّء مشايخ مصر المحروسة، وكان السلطان ينزل إلى زيارته وتخرج بصحبته داود المغربى وشرف الدين وخضر الكردى ومشايخ لا يحصون. مات سنة أربع وأربعين وستمائة ودفن بسفح الجبل المقطم.
وكان يقول: من رأيته يميل إليك لأجل نفعه منك فاتهمه، ومن كان سببا لغفلتك عن مولاك فأعرض عنه. وكان يقول: صلاح القلب فى التوحيد والصدق وفساده فى الشرك والرياء، وعلامة صدق التوحيد شهود واحد ليس له ثان مع عدم الخوف والرجاء إلا من الله ﷾، وكان يقول: عليك بالإحسان إلى رعيتك. والرعية خصوص وعموم فالعموم: العبد، والأمة، والولد. والخصوص ماوراء ذلك فعليك بروحك ثم بسرك ثم بقلبك ثم بعقلك ثم بنفسك/فالروح تطالبك بالسير إليه والسر يطالبك بإخفاء سرك، والقلب يطالبك بالذكر والمراقبة، والعقل بالتسليم إليه والجسد بالخدمة له والنفس بكفها عما مالت إليه. ويقول: إذا لم تعن بنفسك فغيرك أحرى أن يضيعك ويقول: الأخلاق الشريفة تنشأ من القلوب، والذميمة تنشأ من النفوس. وكان يقول: لم يصل الأولياء إلى ما وصلوا إليه بكثرة الأعمال بل بالأدب. وكان يقول: من تغير فى حال الذل ولم يكن كما كان فى حال العز فهو محب للدنيا بعيد من ربه. وكان يقول: كل ما أغفل القلوب عن ذكره تعالى فهو دنيا، وكل ما أوقف القلوب عن طلبه فهو دنيا، وكل ما أنزل الهم بالقلب فهو دنيا. قال: وما رأيت فى لسان الأولياء أوسع أخلاقا منه ومن سيدى أحمد بن الرفاعى ﵄ انتهى باختصار.
[زاوية أبى العينين]
هى داخل حارة قلعة الكلاب من شارع المناصرة وهى متخربة وبها نخل بلح وشجرة لبخ.
[زاوية أبى الغنائم]
هى من داخل درب عجور بالحسينية خارج باب الفتوح بجوار درب البركة مشهورة ببيت مقبلة وبها ضريح الشيخ أبى الغنائم متشعثا ويعمل له مولد كل سنة وأصله من شبرا