الحفر شرفات، فزاد فى الحفر فظهر مسجد صغير به قبر عليه رخامة منقوش عليها: هذا قبر أبى تراب حيدرة بن المستنصر أحد الخلفاء الفاطميين. وكان المسجد منخفضا نحو عشر درج، فبنى هذا المسجد فوقه وبنى القبر ونصبت عليه الرخامة وذلك فى سنة سبع وثمانمائة.
وهو صغير ليس به خطبة، وبعض الناس يزعم أن الأتربى مصحّف عن يثربى نسبة إلى يثرب مدينة النبى ﷺ، ويعتقدون أن صاحب هذا القبر هو على بن أبى طالب ﵁، وأن معه ناقته، ويقولون: إن الشيعة فى آخر الزمان يبنون عليه جامعا عظيما، ويجعلون عتبة المزار وأبوابه من الفضة، وهذا من الخرافات، ويعمل فى هذا المسجد مولد سنوى.
[جامع أحمد بيك كوهيه]
هذا الجامع بخط الخليفة بحارة البزابيز داخل بئر الوطاويط. بدائره إزار خشب مكتوب فيه أبيات، وتاريخه سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف. وبه منبر وحنفيات وله منارة وبصحنه شجرة لبخ، وشعائره مقامة ونظره تابع للديوان.
[الجامع الأحمر]
هذا الجامع بالأزبكية فى حارة القبيلة برأس الشارع قريبا من ميدان الأزبكية. وهو قديم وكان قد تخرب ولم يبق به إلا جدران، فتصدى لعمارته الأمير سليمان أغا السلحدار وسقفه بأفلاق النخل والجريد والبوص وأقام له عمدا من الحجارة، وجدد منبره وبلاطه وميضأته ومراحيضه وفرشه بالحصر، وعمل به الجمعية فى يوم الجمعة خامس جمادى الأولى سنة ست وثلاثين ومائتين وألف، واجتمع به عالم كثير وخطب على منبره الشيخ محمد الأمير، وبعد انقضاء الصلاة عقد درسا أملى فيه حديث «من بنى لله مسجدا» ثم خلع عليه فروة سمور، وكذلك على الشيخ العروسى، وعمل لهم شربات سكر انتهى من الجبرتى فى حوادث السنة المذكورة.
ولعله جدده ثانيا فيما بعد بأحسن من حالته الأولى، فإنه قائم الآن على أربعة أعمدة من الرخام ومحرابه من الرخام المنقوش بماء الذهب، وبلاط صحنة أيضا من الرخام وبلاط الألونة من الحجر، وبه حنفية بزابيزها من نحاس أصفر وكراسى الوضوء من الرخام، وفى وسط ميضأته عمود من الرخام ومرافقه تامة وله ساقية، وبجواره مكتب وصهريج نحرزة من رخام، وبأعلى واجهته لوح رخام منقوش فيه آيات قرآنية وفيه: أنشأ هذا