كثيرة تجعله كالسفنجة، وأن وزن القطعة كلها كان أربعة عشر قنطارا والتتار يقدسونها لوقوعها من السماء، اه.
ثم إن السّيّاح بلاص المذكور عالم مشهور بالعلم والسياحة، ولد فى سنة ألف وسبعمائة وإحدى وأربعين ميلادية، فى مدينة بيرلين تخت مملكة البروسيا، ومات سنة ألف وثمانمائة وإحدى عشرة، دعته ملكة الروسيا كاترين الثانية سنة ألف وسبعمائة وسبع وستين إلى أن يصطحب مع الفلكيين المسافرين إلى بلاد السبيريا، لرصد مرور الزهرة على قرص الشمس سنة ألف وسبعمائة وثمان وستين، فساح بلاد السبيريا وجهات الروسيا، ودخل إلى حدود بلاد الصين وعاد إلى مدينة بطربول تخت الروسيا، سنة ألف وسبعمائة وأربع وسبعين، وكتب فى سياحته عدة مجلدات ترجمت فى جميع اللغات، ولها اعتبار عظيم لما اشتملت عليه من الفوائد الجمة؛ لأنه تكلم فيها على الحيوانات والنباتات والمعادن وغير ذلك.
[ترجمة الجاحظ]
وأما الجاحظ فهو كما فى كتاب دساسى: أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكنانى الليثى، المعروف بالجاحظ البصرى، وسمى الجاحظ لبروز عينيه فى وجهه، ويسمى أيضا الحدقى، له كتب كثيرة منها المختار من كتاب «الحيوان» و «كتاب اللصوص» وكتاب عنوانه «بيان وتبيين» وغير ذلك، مات بالبصرة سنة مائتين وخمس وخمسين من الهجرة وعمره تسعون سنة.
ونقل دساسى عن ابن خلكان نادرة لطيفة حصلت له وهى:
حكى بعض البرامكة قال: كنت تقلدت السّند فأقمت بها ما شاء الله، ثم اتصل بى أن صرفت عنها وكنت كسبت ثلاثين ألف دينار، فخشيت أن يفجأنى الصارف فيسمع بالمال فيطمع، فصغته عشرة آلاف إهليلجة فى كل إهليلجة ثلاثة مثاقيل، ولم يمكث الصارف أن أتى فركبت البحر وانحدرت إلى