للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الخوانك]

مفرد الخوانك: خانكاه بالكاف وهى كلمة فارسية معناها بيت، وقيل أصلها خونقاه بالقاف أى الموضع الذى يأكل فيه الملك، وقد بسطنا القول فى ذلك فى الكلام على الخانقاه السرياقوسية فراجعه.

قال المقريزى: حدثت الخوانك فى الإسلام فى حدود الأربعمائة من سنى الهجرة، وجعلت لتخلى الصّوفية فيها لعبادة الله تعالى، والصّوفية: اسم لخواص أهل السنة المراعين أنفسهم مع الله الحافظين قلوبهم عن طوارق الغفلة، واشتهر هؤلاء بهذا الاسم قبل المائتين من الهجرة.

قال السّهروردى : الصوفى يضع الأشياء فى مواضعها، ويدبّر الأوقات والأحوال كلها بالعلم، يقيم الخلق مقامهم ويقيم أمر الحق مقامه ويستر ما ينبغى أن يستر ويظهر ما ينبغى أن يظهر ويأتى بالأمور من مواضعها بحضور عقل وصحة توحيد وكمال معرفة ورعاية صدق وإخلاص؛ فمن لبس لبسة الصوفية ولم يكن على هذه الصّفة فليس منهم فى شئ.

وأوّل من اتخذ بيتا للعبادة: زيد بن صوحان بن صبرة عمد إلى رجال من أهل البصرة تفرّغوا للعبادة وليس لهم كسب ولا غلة؛ فبنى لهم دورا وأسكنهم فيها، وجعل لهم ما يقوم بمصالحهم من مطعم ومشرب وملبس وغيره؛ فدعاهم عبد الله بن عامر عامل عثمان بن عفان--بالبصرة ليقربهم ويشيروا/عليه فأتاه ابن صوحان وقال له: أتأتى إلى قوم قد انقطعوا إلى الله فتدنّسهم بدنياك حتى إذا ذهبت أديانهم أعرضت عنهم فطاحوا لا إلى الدنيا ولا إلى الآخرة، وقال لهم: قوموا إلى مواضعكم فقاموا انتهى ملخصا. وليس اسم الخانكاه اليوم مستعملا عندنا بمصر فى هذا المعنى، وإنما المستعمل بدله التكية والزاوية، ولكن نذكر ملخص ما فى المقريزى؛ فنقول: