وبهذا الشارع أيضا عن يمين المارّ به درب الأتراك، وهو غير نافذ، وبه الآن دار الأستاذ الفاضل الشيخ محمد عليش - شيخ السادة المالكية رحمه الله تعالى - ودار السيد عمر مكرم المذكور. وهذا الدرب من الدروب القديمة. ذكره المقريزى فقال: هذا الدرب أصله من خط حارة الديلم، ويسلك إليه من خط الجامع الأزهر، ثم قال: وقد كان فيما أدركناه من أعمر الأماكن. أخبرنى خادمنا محمد بن السعودى قال: كنت أسكن فى أعوام بضع وستين وسبعمائة بدرب الأتراك، وكنت أعانى صناعة الخياطة، فجاءنى فى موسم عيد الفطر من الجيران أطباق الكعك والخشكنانج، على عادة أهل مصر فى ذلك، فملأت زيرا كبيرا كان عندى مما جاءنى من الخشكنانج خاصة لكثرة ما جاءنى من ذلك إذ كان هذا الخط خاصا بكثرة الأكابر والأعيان، وقد خرب اليوم منه عدة مواضع. (انتهى). وقد تكلمنا على هذا الدرب أيضا عند الكلام على حارة الديلم بشارع العقادين من هذا الكتاب.
***
[شارع السنبار]
هو عن يمين المارّ بشارع الأزهر بعد درب الأتراك تجاه باب الصعايدة بجوار القراقول الذى هناك، ويتصل بشارع الكعكيين وشارع الباطلية، وطوله ثمانون مترا.
وبه من جهة اليمين عطفة تعرف بعطفة الجوار (١). بها دار للعائلة النجارية الأشراف التى منها سيدى على النجارى المدفون بقرافة المجاورين، له مقرأة كل أسبوع، ومولد كل عام مع مولد سيدى عبد الوهاب العفيفى.
وأما جهة اليسار فيها عطفتان صغيرتان.
وهذا وصف شارع السنبار المذكور.
[[حارة الدويدارى]]
حارة الدويدارى هى عن يمين المارّ بشارع الأزهر بعد رأس شارع السنبار تجاه رواق الصعايدة، وبداخلها عطف وحارات كهذا البيان:
عطفة العينى عن يمين المارّ بها، وغير نافذة، عرفت بقاضى القضاة بدر الدين الشيخ محمود العينى الحنفى المدفون داخل مدرسته التى هناك المعروفة بالعينية، أنشأها سنة أربع عشرة
(١) فى الطبعة الأولى «الجوابر» والتصحيح لأحمد تيمور.