والظاهر أن من هذه القرية (الظهير الطنبداوى) صاحب ديوان المعاملة الذى ذكره (عثمان بن إبراهيم النابلسى) فى كتابه «لمع القوانين المضية فى دواوين الديار المصرية» عند ذكر خيانة المستخدمين، قال: إنه انساق فى حسابات الحبس الغربى ما يزيد على أحد عشر ألف إردب قمحا وفولا، طلب منها ديوان الاهراء للمخابز خمسين إردبا، فما وجدت ولا شئ مما انساق حاصلا وظهر أنها بيعت فى المقس والسواحل، وبلغ ذلك (الملك الكامل) وكان بثغر دمياط فعز عليه وقال: «يساق لى جميع حاصل غلالى التى تحت قلعتى وأنا أنظر من القلعة إلى الحبس الغربى» وأمر أن يمسك صاحب ديوان المعاملة الظهير الطنبداوى، ووالى الجيش ومستخدموه، ورسم بتغريمهم واشتغل بكليات المصالح، فأمر (نور الدين بن فخر الدين عثمان) أن يوالى العقوبات على (الظهير الطنبداوى) إلى أن يموت، فعاقبه معاقبة من يمتثل ما رسم له، فسبحان من قدر الآجال فلا تموت نفس إلاّ بإرادته، وإلاّ ففيما فعل به ما يموت ببعضه خلائق، وشهره على الحمالين فى أسواق مصر والقاهرة، فى قفص يجئ عليه إلى آخر النهار ويبيت فى حبس القلعة، وغير ذلك مما الموت خير منه. انتهى.
[[نجم الدين محمد الطنبدى (الطنبداوى)]]
ومنها أيضا (نجم الدين محمد الطنبدى)، كان متولى الحسبة بالقاهرة فى سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، ومتولى الأمر بديار مصر يومئذ (الأمير منطاش)، القائم بدولة الملك (الصالح المنصور) أمير حاج، المعروف (بحاجى ابن شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون). ذكر ذلك المقريزى عند ذكر الآذان بمصر، وقال: إن الآذان لم يزل بمصر على مذهب القوم، إلى أن استبد السلطان (صلاح الدين يوسف بن أيوب) بسلطنة ديار مصر، وأزال الدولة