وقد ذكره المقريزى فى الكنائس وقال: إن موقعه قريب من السد بين الكيمان بطريق مصر داخله كنيسة معتبرة برسم مارمينا، ويوجد فى دائرتها هيكل مخصوص بطائفة السريان الأصليين الأرثدوكس وخارجا عنها مدافن المسيحيين الأقباط وكثير من أكابرهم مدفون بها ويحيط بالمدافن سور ويليها بستان عظيم ملك الدير، وكان هذا الدير تحت نظارة المعلم الشهير إبراهيم الجوهرى، وله فيه وفى كنيسته أتعاب فى العمارة والإصلاح كما له فى غيره، وفى المدة الأخيرة كانت نظارته للشهير من معتبرى المحروسة المعلم تادرس جرجس جلبى ذى الهمم والمآثر الحميدة والمساعدات الجزيلة لكثير من كنائس الأمة وأديرتها سيما الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية التى حين شرع البطريرك كيرلوس فى عمارتها كان له الحظ الأوفر من المساعدة فيها.
ولما توفى البطريرك المذكور أقيم وكيلا على عموم إدارة البطريكخانة، وكان مع سعة اقتداره ونفوذ كلمته لين الجانب متواضع النفس جدّا محسنا محبوبا للجميع توفى سنة ١٥٧٧ للشهداء ودفن فى ضريحه الكائن بهذا الدير من الجهة الغربية البحرية يحيط به سور مخصوص ويعلوه منزل منتظم يجتمع فيه أولاده المحترمون وعائلاتهم فى أيام مخصوصة، وقسيس هذه الكنيسة الاغومانس النجيب تادرس ابن الأغومانس مينا، وقد اجتهد ونظم بعض أبنية مهمة فى منازل الكنيسة وخارجا عنها حتى صار الدير والكنيسة فى رونق بهيج، وبجوار هذه الكنيسة من الجهة البحرية فى دائرة الدير كنيسة للأرمن الأصليين وحولها مدافنهم وعليها سور مخصوص.