تراب التلول عليه، وكان أصله مدرسة بنيت على مشهد السيد الشريف معاذ بن داود بن محمد ابن عمر بن الحسن بن على بن أبى طالب ﵃ توفى فى ربيع الأول سنة خمس وتسعين ومائتين كما ذكره السخاوى فى كتاب «المزارات».
(قلت): وضريحه الآن داخل قبة بها قبر الشيخ محمد المزين وقبر ابنته نفيسة، وبدائر القبة شبابيك من الزجاج الملون مكتوب فيها بالزجاج آيات قرآنية وأحاديث نبوية، ومكتوب فى شباك منها:«بنيت هذه القبة سنة ست وستين وثمانمائة». وعلى الباب لوح رخام فيه كتابة كوفية لم يمكنى قراءتها. وشعائره معطلة إلى اليوم؛ لأنه كان قد شرع فى عمارته على بيك الميهى بعد ما تحصل على أمر بإيقاف مائة فدان على عمارته ولوازمه بعد العمارة، ثم سلم مائة الفدان لديوان الأوقاف، وأحال العمارة عليه، فأخذ الديوان فى عمارته مدة نظارتنا على الأوقاف، ثم بعد انفصالنا عن النظارة وموت على بيك المذكور توقفت العمارة فلم يتم إلى الآن. أقول: ومن الواجب إتمامه ولو من ريع العشرة آلاف فدان المجعولة للمنصرف على المساجد التى لا ريع لها، فإن بقاء مسجد هذا الشريف على هذه الصفة لا يصح خصوصا بعد صرف ما صرف عليه.
وبه أيضا زاوية صغيرة تعرف بزاوية القزاز؛ لأن بداخلها ضريح الشيخ محمد القزاز.
شعائرها مقامة من أوقافها بنظر محمد عثمان الزيات.
[حارة البرقية (*)]
وهذا الشارع - أعنى شارع الدراسة - وما حواه من الدروب والعطف والحارات من ضمن حارة البرقية، وهى كبيرة جدا بعضها عن يمين السكة الجديدة الخارجة من جهة الشنوانى وبعضها عن شمالها. وفى المقريزى أن هذه الحارة عرفت بطائفة من العسكر فى الدولة الفاطمية يقال لهم الطائفة البرقية. قال ابن عبد الظاهر: ولما نزل بالقاهرة - يعنى المعز لدين الله - اختط كل طائفة الخطة التى عرفت بها، واختط جماعة من أهل برقة الحارة المعروفة بالبرقية، وإليها تنسب الأمراء البرقية، وذلك أن الصالح طلائع بن رزيك أنشأ أمراء يقال لهم البرقية، وجعل ضرغاما مقدمهم، فترقى حتى صار صاحب الباب، وذكر له المقريزى حكاية مع شاور السعدى لما أن تولى الوزارة بعد رزيك بن الصالح طلائع.
(انتهى ملخصا).
وحارة البرقية هذه واقعة بين سور القاهرة الشرقى وبين المشهد الحسينى، ومع اتساعها زادها أمير الجيوش لما غير السور خمسين ذراعا - كما نص على ذلك المقريزى - عند الكلام على سور القاهرة. وحدها البحرى من جهة السور حارة العطوفية، والقبلى من جهة الأزهر
(*) العناوين داخل الأقواس المربعة من إضافات هذه الطبعة الثانية.