الفرس على مصر، وملّكوا عليهم أناروس ملك الليبيا. وإنه باتحاده مع الأثينيين تغلب/على الفرس وطردهم واستولى على القطر، ولم يستمر ذلك بل بعد قليل رجعت الفرس بقوة زائدة فطردوه وأخرجوه من منفيس. فأقام بعسكره فى مدينة بيبلوس وحصنها، فحاصرته الفرس فيها سنة ونصفا. ثم أخرجوه منها ومن القطر جميعا. انتهى.
[ترجمة أحمد بيك أبى مصطفى]
ومن قرية مليج هذه الأمير أحمد بيك أبو مصطفى. كان أول أمره شيخا ببلده. وكان حسن السيرة والتدبير، وله كرم ومكارم وأخلاق. فندبه المرحوم عباس باشا لعمارة قرية هورين، وكان أهلها قد ارتحلوا عنها. فأقام بها سبع سنين فعمرها وجلب إليها من يزرع أطيانها، حتى صارت أحسن من حالها الأول، فرجع إليها أهلها. وفى تلك المدة كان لا يذهب إلى بلده بل وكّل بدائرته من يقوم بها.
وفى زمن المرحوم سعيد باشا جعّل ناظر قسم. وفى زمن الخديوى إسماعيل باشا جعّل معاونا بمديرية المنوفية. ثم جعّل وكيل مديرية القليوبية، ثم جعل مدير المنوفية. ثم لزم بيته فى أشغال نفسه. وأحد أولاده ناظر قسم تلا، وآخر منهم ناظر قسم سبك، وآخر عمدة الناحية. وله أولاد أخر مشتغلون بالزراعة.
وله بها دوار ومنازل مشيدة وبستان عظيم ووابور لسقى الزرع.
وكذا على أفندى عمارة له دوار ومنزل مشيد ووابور. وكذا الحج محمد الشنوانى له بستان وثلاث وابورات، ومنزل مشيد. ففيها خمسة وابورات كلها لسقى الزرع.
وقد أخبرنى بعض من يوثق به من أهل هذه البلدة: أنه كان عندهم عادة جارية بينهم هى، أنه عند زيادة النيل كانوا يزينون بنتا ويلقونها فيه ويتركونها