ويظهر من هنا أن بحيرة أبى قير لم تكن موجودة فى القرن الثانى، وأن الذى كان موجودا وقتئذ بحيرة إتكو، ولا بد أن الخليج الموصل لهما هو الذى تسبب عنه-فيما بعد-بحيرة أبى قير الواقعة بين بحيرة إتكو وبحيرة مريوط، ولا بد أن الخليج المذكور بعيد عن شيديا، وكان فى ذلك الوقت فرع رشيد قد جف وانقطع جريانه.
ومما يحقق أن هذه البحيرة كانت تمتد فى الطرف الباقى من المحمودية، ما قاله (بولين واسترابون) حيث ذكر الأوّل: أن طول البحيرة ٣٠ ميلا رومانيا، أعنى ٤٤ كيلومتر ونصفا تقريبا، وذكر الثانى: أن هذا الطول أقل من ٣٠٠ أستادة، عبارة عن ٤٩ كيلومترا، وكل من هذين البعدين لو قيس من مدينة مريوط لجاوز المحمودية بأربع كيلومترات فأكثر.
وأما عرض البحيرة فقدره (استرابون) بنحو ١١٥٠ أستادة، وهو عبارة عن ٢٤ كيلومتر ونصف تقريبا، وهو إلى الآن كذلك، ومحيطها ١٢٠ كيلومتر، ينتهى بالسكة الحديد وكان فى القديم ١٢٠ كيلومتر و ٢٥ ميلا رومانيا تقريبا.
[مطلب الجزائر السبع]
وذكر (استرابون) أنه كان بها ثمان جزائر، والمعروف منها الآن سبعة:
الأولى: جزيرة الطفلة، وهى على بعد ٤ كيلومترات من جنوب الشيخ علىّ مرغب.
والثانية: يقال لها كوم المحار، وكوم الخرز، وهى الأرض التى فيها الشيخ غازى.
والثالثة: تسمى جزيرة السعران، وهى تجاه كفر الدوّار، ومن ضمنها كوم الويلى، وكوم العبسة، وربما دلت آثارها على أنها كانت أكبر الجميع.
والرابعة: تجاه بركة أبى الخير، على يمين المتوجه من الإسكندرية إلى السكة الحديد.
وأما الثلاثة الباقية: فهى فى المكان المسمى بذراع البحر.
وأرض بحيرة مريوط، منحطة عن ماء البحر بمترين ونصف، ولا بد أن ارتفاع الماء فى القديم كان يصل فيها إلى قريب من ٣ أمتار، لإمكان الوصول منها إلى البحر، ومنه إليها،