ويقال لها بوبسطيس وبوباسط، وهى مدينة كانت ذات شهرة وفخامة فى الأحقاب الخالية، وقد عدمت ولم يبق منها إلا تلال تعرف بتلال بسطة شاهقة الارتفاع، وتذكر كثيرا فى كتب الأقباط والجغرافيين. وهى مقر العائلة الثانية والعشرين من الفراعنة، وعدد ملوكها تسعة أولهم سيزونكيس وهو المسمى فى التوراة سيزاك، وكان فى زمن سليمان ﵇.
وقال اتيين البيزنتى: إن كلمة بسطة من أسماء القط، الذى هو الحيوان المعروف، وتوقف فى ذلك كترمير لما رأى أن الصورة المرسومة على ميدالية هذه المدينة صورة طائر لا صورة قط.
وفى كتاب هيرودوط أن ملوك مصر كان لهم إعتناء زائد بهذه المدينة.
وقد رفع سيزوستريس أرض مساكنها كما رفع أرض غيرها بالأسرى الذين حفر بهم الخلجان وأقام بهم الجسور، وبقيت معتنى بها إلى استيلاء الحبشة على أرض مصر فرفع ملكهم سبقون أرضها زيادة.
قال: وكان بوسطها معبد شهير للمقدسة بوياسطيس المسماة عند اليونان ديان، ارتفاع دهليزه عشرة أرجى، (خمسة أقدام ونصف فرنساوى) مزين بتماثيل ارتفاعها ستة أذرع، ويحيط به سور متين تكتنفه أشجار عالية من الداخل والخارج، وهو مربع استادة من كل جهة، ويحيط به الماء إلا عند مدخله، وعلى جانبى المدخل ترعتان سعة كل مائة قدم، تتجه كل منهما إلى جهة وتحفهما أشجار، ولما ارتفعت أرض المدينة وبقى هو على أصله صار من يدور حوله يكشفه جميعه، والطريق الموصلة إليه تقطع الميدان إلى جهة الشرق فتوصل إلى معبد مرقورا، وطولها ثلاث غلوات فى سعة أربع بليترات، وهى مبلطة ويحفها الشجر من الجانبين وفى داخل المعبد تمثال المقدسة المذكورة.
قال بعض شراح هيرودوط: أن هذه المقدسة كانت بكرا وكانت النساء يفزعن