وله عدّة مصنفات منها: شرح الكنز، والأشباه والنظائر وصار كتابه عمدة الحنفية ومرجعهم، وأخذ الطريق عن الشيخ العارف بالله تعالى سيدى سليمان الخضيرى.
وكان له ذوق فى حل مشكلات القوم. قال العارف الشعرانى: صحبته عشر سنين فما رأيت عليه شيئا يشينه وحججت معه فى سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة فرأيته على خلق عظيم مع جيرانه وغلمانه ذهابا وإيابا مع أن السفر يسفر عن أخلاق الرجال.
وكانت وفاته سنة تسع وعشرين وتسعمائة، كما أخبرنى بذلك تلميذه الشيخ محمد العليمى اه.
[ترجمة صاحب النهر]
وفى خلاصة الأثر: أن صاحب النهر هو عمرو بن إبراهيم بن محمد المنعوت بسراج الدين الشهير بابن نجيم الحنفى المصرى الفقيه المحقق الرشيق العبارة الكامل الاطلاع، كان متبحرا فى العلوم الشرعية غواصا على المسائل الغريبة محققا إلى الغاية سيّال اليراع نديه فى التحرير جامعا لأدوات التفرد فى حسن أسلوبه جم الفائدة وجيها عند الحكام فى زمنه معظما عند الخاص والعام.
أخذ عن أخيه الشيخ زين صاحب البحر وألف كتابه الذى سماه بالنهر الفائق شرح الكنز ضاهى به كتاب أخيه البحر الرائق، لكنه أربى عليه فى حسن السبك للعبارات والتنقيح التام. قال فى أوله بعد البسملة: أحمدك يا من أظهر ما شاء لمن شاء من كنوز هدايته، وأطلع من أحب على دقائق الحقائق بفيض فضله وعنايته، وأصلى وأسلم على نهاية خلاصة الأصفياء، وذخيرة نخبة العلماء من الأنبياء محمد المختار من خيار الأخيار، وعلى آله وصحبه كرام الأبرار، ما تكرر الليل والنهار، وتراسلت قطرات الأمطار فى الأقطار، وتواصلت أبكار نفائس الأفكار. وله فيه مناقشات على شرح أخيه منها قوله فى باب التيمم بعد نقل كلام أخيه وأقول هذا ساقط جدا.
وله غيره من الرسائل والتآليف.
وكانت وفاته ﵁ يوم الثلاثاء سادس شهر ربيع الأول سنة خمس بعد الألف بدرب الأتراك، /ودفن عند أخيه الشيخ زين بجوار السيدة سكينة ﵂ تجاه مقلاة الحمص رحمه الله تعالى. قيل: مات مسموما من بعض النساء ويدل على ذلك كثرة تزوجه وعدم مرضه، انتهى.