ومن درب عجور هذا يتوصل إلى شارع الصوابى، وإلى بركة جناق الموجود بعضها إلى الآن، وهى بركة لطيفة تدور حولها البيوت والقواطين، ويصل إليها ماء النيل من سرداب بينها وبين الخليج الكبير، وقد ذكرها المقريزى فى خططه، وسمّاها ببركة جناق فقال: هذه البركة خارج باب الفتوح بالقرب من منظرة باب الفتوح، وكان ما حولها بساتين، ولم يكن خارج باب الفتوح شئ من هذه الأبنية، وإنما كان هناك بساتين، فكانت هذه البركة فيما بين الخليج الكبير وبستان ابن صيرم، فلما حكر بستان ابن صيرم وعمر فى مكانه الدور وغيرها وعمر الناس خارج باب الفتوح عمر ما حول هذه البركة بالدور وسكنها الناس، وهى إلى الآن عامرة، وتعرف ببركة جناق. (اه).
(أقول): وسيأتى قريبا نقلا عن المقريزى فى الكلام عن حارة البيازرة أن المختار الصقلبى زمام القصر أنشأ بجوارها بستانا، وبنى فيه منظرة، وعرف ببستان ابن صيرم، فيؤخذ من كلام المقريزى أن بستان ابن صيرم كان فى شرقى الخليج الكبير، وكانت بركة جناق فاصلة بين الخليج وبينه، ويغلب على الظن أن محله الآن البيوت والحارات المحدودة من قبلى بشارع البنهاوى، ومن شرقى بشارع درب السّماكين، وكذا البساتين الممتدة إلى قرب شارع الفجالة والعباسية الواقعة قبلى المذبح.
وبهذا الشارع أيضا من جهة اليسار عطف ودروب وهى على هذا الترتيب:
درب الجورة، يسلك منه إلى حمام الذهبى، وهو حمام كبير معد للرجال والنساء.
ثم عطفة الخشابة غير نافذة.
[[درب البزازرة]]
ثم درب البزازرة، يتوصل منه لشارع الزعفرانى، وبأوله زاوية تعرف بزاوية الشيخ شعبان، شعائرها مقامة، وبها ضريح الشيخ شعبان، يعمل له مولد كل سنة. وهذا الدرب من الدروب القديمة ذكره المقريزى وسمّاه بحارة البيازرة فقال: هذه الحارة خارج باب القنطرة على شاطئ الخليج من شرقيه فيما بين زقاق الكحل وباب القنطرة حيث المواضع التى تعرف اليوم ببركة جناق والكداشين وإلى قريب من حارة بهاء الدين، واختطت هذه الحارة فى الأيام