لقراقوش الأسدى فى الدولة الأيوبية، ثم استعمله الظاهر مدة من الزمن ميدانا للعب الكرة والرمى، إلى أن بدا له بناء هذا الجامع، فبناه فيه، وأوقف عليه باقى أرض الميدان مع أوقاف أخرى.
[أول حدوث موكب المحمل والكسوة بمصر]
وفى أيامه طيف بالمحمل وبكسوة الكعبة المشرفة بالقاهرة. وهو أول من فعل ذلك فى سنة خمس وسبعين وستمائة.
وفى أول سنة ست وسبعين وستمائة توفى بدمشق بالإسهال والحمى، وعمره نحو سبع وخمسين سنة، ومدة ملكه سبع عشرة سنة وشهران، وكان ملكا جليلا عسوفا عجولا، كثير المصادرات لرعيته ودواوينه، سريع الحركة، فارسا مقداما، موصوفا بالعزم والحزم.
قال الذهبى: كان الظاهر خليقا بالملك لولا ما كان فيه من المظالم، قال:«والله يرحمه ويغفر له، فان له أياما بيضاء فى الإسلام، ومواقف مشهودة، وفتوحات معدودة»(انتهى).
وكانت فتوحاته كثيرة، ولم تنقطع الحروب بينه وبين ملوك النصارى بالشام، حتى استولى على ما فى أيديهم من البلاد والقلاع.
***
[جلوس السلطان ناصر الدين بركة خان وأخيه الملك العادل سلامش على سرير الملك]
وخلف الظاهر بيبرس على تخت المملكة ابنه الملك السعيد ناصر الدين أبو المعالى محمد بركة خان سنة ست وسبعين وستمائة، فلم تطل مدته، وخامر عليه قوصون، واتحد مع الأمراء، فخلعوه سنة ثمان وسبعين وستمائة، وأقيم بعده أخوه الملك العادل بدر الدين سلامش بن الظاهر بيبرس وعمره سبع سنين، فلم يقم غير أشهر، وخلع، وبعث به إلى الكرك، فسجن مع أخيه.
***
[تولية الملك المنصور قلاوون]
ثم أقيم من بعده على تخت ملك مصر المنصور سيف الدين قلاوون الألفى العلائى. أصله من مماليك الصالح نجم الدين، ولذلك عرف بالصالحى النجمى، وكان شهما بطلا منصورا