عليه ما كان يفعله لأنه من بيت ظلم وعسف، وعنده جبروت الأرمن ودهاء النصارى وشيطنة الأقباط وظلم المكاسين؛ لأن أصله من الأرمن وربى مع النصارى، وتدرب بالأقباط ونشأ مع المكسة بقطيا، ولذا اجتمع فيه ما تفرق فى غيره انتهى.
[جامع البنهاوى]
هو بشارع الحسينية على يمين السالك من باب الفتوح إلى البغالة والخليج الكبير. مقام الشعائر وبه ضريح الشيخ على البنهاوى، وله به حضرة كل أسبوع ومولد كل سنة. ويقال أنه احترق فى سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف فجدده حسن الجميعى رئيس المراكب بمينا الإسكندرية، وله أوقاف تحت نظر الشيخ عبد الله الملا وابنه الشيخ محمد الموازينى.
[جامع بيبرس الجاشنكير]
هو بخط الجمالية بين حارة المبيضة وحوش عطىّ على يمنة الذاهب إلى باب النصر، بجوار مكتب الجمالية الذى هو فى موضع جامع سنقر. به إيوانان ومقصورتان، وأرضه مفروشة بقطع الرخام الملون، وسقفه مرتفع معقود بالحجر، وبه منبر ودكة، وكان فى صحنه حنفية هدمها ناظره الشيخ محمد الإبراشى وجعل بدلها ميضأة مستعملة إلى الآن، وله منارة عظيمة، وبه قبر منشئه عليه قبة عظيمة، كان بها ثلاثة شبابيك مطلة على الشارع أزالها الشيخ محمد الإبراشى وجعل مكانها حوانيت لأجل الريع، وهو مقام الشعائر من الجمعة والجماعة إلى الآن، وكان إنشاؤه أولا خانقاه للصوفية.
قال المقريزى فى ذكر الخوانق: هذه الخانقاه من جملة دار الوزارة الكبرى، وهى أجل خانقاه بالقاهرة بناها الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير المنصورى قبل أن يلى السلطنة، بدأ فيها سنة ست وسبعمائة وبنى بجانبها رباطا كبيرا يتوصل إليه منها، وجعل بجانبها قبة بها قبره، لها شبابيك تشرف على الشارع المسلوك من رحبة باب العيد إلى باب النصر، منها الشباك الكبير الذى حمل من دار الخلافة ببغداد فعمل بدار الوزارة بمصر ثم نقله الأمير بيبرس إلى خانقاهه، ولما بناها لم يظلم فى بنائها أحدا، وإنما اشترى دورا وأملاكا من بعض الأمراء وغيرهم وأخذ أنقاضها وبنى بها، فكانت أرض الخانقاه والرباط والقبة نحو فدان وثلث، واستدل على مغارة تحت الأرض فيها ذخائر ففتحها فإذا فيها رخام جليل فنقله إليها ورخمها منه.
ولما كملت سنة تسع وسبعمائة قرر بها أربعمائة صوفى، وبالرباط مائة جندى وابن سبيل، وجعل بها مطبخا يغرف منه كل يوم اللحم والطعام، وجعل ثلاثة أرغفة لكل شخص وجعل